@ 96 @ $ ظهور أهل زاوية الدلاء وأوليتهم بجبال تادلا وما يتبع ذلك $ .
أما نسبتهم فهم من برابرة مجاط بطن من صنهاجة حسبما ذكره ابن خلدون وغيره وكان مبدأ أمر أهل زاوية الدلاء أن جدهم الولي الأشهر سيدي أبا بكر بن محمد وهوا لمعروف بحمي بن سعيد بن أحمد بن عمر بن يسري المجاطي كان ممن أخذ عن الشيخ الصالح أبي عمرو القسطلي دفين مراكش وسكن الدلاء واتخذ هنالك زاوية فجاء ولده الولي الأظهر أبو عبد الله محمد بن أبي بكر فكمل من الفضائل ما بقي وأبدى من الأسرار ما خفي فتناقل الركبان حديث هذه الزاوية وقصدها الناس من كل ناحية إلى أن كان من أولاد الرجلين ما نذكره .
وأخذ الشيخ محمد فتحا بن أبي بكر عن الشيخ أبي عبد الله محمد الشرقي فحصل له من الحظوة والوجاهة فوق ما كان لسائر من عاصره وكان أعلام الوقت كالحافظ أبي العباس المقري والحافظ أبي العباس بن يوسف الفاسي والإمام أبي محمد بن عاشر والفقيه العلامة أبي عبد الله محمد ميارة وغيرهم يقصدون زيارته والتبرك به ويراجعونه في عويص المسائل العلمية وكان رحمه الله عالما حافظا دراكا متوسعا في علمي التفسير والحديث وعلم الكلام حسن المشاركة فيها وفي غيرها وكانت وفاته سنة ست وأربعين وألف .
قال اليفرني وحدثني غير واحد من أشياخنا أنه لما دنت وفاته جمع أولاده وعشيرته وقال لهم ! < إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده > ! البقرة 249 وأنا أقول لكم ولا ومن اغترف غرفة بيده يشير بذلك إلى ما تجاذبوه من أمر الرياسة بعده وذلك من مكاشفاته رضي الله عنه وقد اعترض عليه بعض الطلبة في قوله وأنا أقول بأنه سوء أدب لمقابلة كلام الله بكلامه وأجاب عنه