@ 56 @ وعشرين وألف وراموا أن يملكوه ويجتمعوا عليه فأنزلوه مع أصحابه في روضة الشيخ أبي الحسن علي بن حرزهم واتصل الخبر بالقائد أحمد بن عميرة وزير عبد الله بن الشيخ فأتى وفتك بأصحاب الرجل المذكور ولجأ هو إلى ضريح الشيخ ابن حرزهم فرموه من طاق هنالك فقتلوه وسقط ميتا على القبر وبطل أمره .
ولما سئم أهل فاس من الفتن وكثرة الحصار وضاق بهم الحال من غارات الأعراب ذهبوا إلى عبد الله بن الشيخ بفاس الجديد ونصروه وأظهروا المحبة له ففرح بهم غاية وتحالفت العامة والخاصة على نصره والإذعان إليه فصفح عنهم وعفا لهم عما سلف وبعث وزيره إلى المربوع بالأمان فلم يأمن وخاف على نفسه وصمم مع اللمطيين على قتال عبد الله وتهيؤوا له حتى لم تصل الصلوات الخمس بالقرويين ثم إن القائد حمو بن عمرو وزير عبد الله أمر بأن ينادى بأمان اللمطيين ففر اللمطيون عن المربوع حينئذ حتى لم يبق معه إلا قليل ثم بعث إليه عبد الله بسبحته وخاتمه أمانا فلم يأمن وفر ليلا إلى بني حسن فأخذه شيخهم سرحان وأتى به إلى عبد الله فعفا عنه وعادت دولة عبد الله إلى شبابها واستتب أمره وتمهدت له البلاد وذلك في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وألف فجمع الجيوش وبعث بعض جنده لحصار تطاوين وبعضهم لقبض الأعشار وبعث وزيره حمو بن عمرو مع المربوع لأرجين موضع من جبال الزبيب فغدر المربوع بالوزير وقتله اعتمادا على كلام سمعه من عبد الله فغضب عبد ا لله وأسرها في نفسه ثم في يوم الاثنين ثالث ربيع النبوي سنة ثمان وعشرين وألف قتل المربوع اللمطي ونهبت داره .
وقال في نشر المثاني قتله عبد الله بن الشيخ وعلقه على البرج الجديد خارج باب السبع ثم أنزله ولعبت عليه خيله ثم بعد أيام وظف عبد الله على اللطميين ثمانين ألفا فثقل عليهم أمرها فهربوا في كل وجه فأسقط عنهم نصفها والله تعالى أعلم