@ 55 @ يبق بلمطة إلا الوحوش وكثر النهب في القوافل .
ولما كان المحرم فاتح سنة ست وعشرين وألف قبض الشريف أبو الربيع على أربعة من كبار شراقة ثم قتلهم فوجم لها اللمطيون وخاف الناس على المدينة وتوقعوا الشر وعظم الرعب في القلوب حتى وقعت بسبب ذلك الهزيمة في كل مسجد من مساجد الخطبة بفاس وذلك أنه كان إمام جامع القرويين ذات يوم يخطب والناس في صحن المسجد فوقع شؤبوب من المطر غزير فابتدر من في الصحن الدخول إلى تحت السقف فظن الناس أن أبا الربيع قد قصده شراقة فانهزموا وخرجوا من المسجد لا يلوي أحد على أحد فبلغ الخبر إلى أهل جامع الأندلس فاقتدوا بهم وبلغ الخبر إلى أهل الطالعة فكان كذلك وتتابعت الهزائم بالمساجد .
وفي يوم السبت الخامس من صفر سنة ست وعشرين وألف قتل الشريف أبو الربيع غدرا في جنازة رجل لمطي خرج إليها فقتله الفقيه المربوع وقتل أباه وأبناء عمه وستة من أصحابه ودفن مع والده بمسجد الجرف ولما قتل أبو الربيع بقيت فاس في يد المربوع واعصوصب عليه اللمطيون واشتدت شوكته ثم قدم جمع من عشيرة أبي الربيع من زرهون وحاولوا الفتك بالمربوع ففطن بهم ووقع بينه وبينهم قتال هلك فيه نحو مائة وثلاثين رجلا وسلم المربوع منها .
وقال صاحب معتمد الراوي لما قتل أبو الربيع الزرهوني قام أخوه مولاي أحمد يطلب بثأره وساق معه نحو أربعمائة من الزراهنة واقتحم بهم فاس وقاتلوا الفقيه المربوع وشيعته من اللمطيين فالتف أهل فاس على المربوع وقاتلوا معه الشريف يدا واحدة فانهزم الشريف وقتل جل من معه وكاد يقبض عليه باليد ففر إلى روضة سيدي أحمد الشاوي ومعه نحو الثمانين من أصحابه فتبعهم الفقيه المربوع في جمع عظيم من اللمطيين واقتحم عليهم الروضة ففر الزراهنة إلى بيوت دار الشيخ فهجم عليهم المربوع بجنده وقتلهم أجمعين ثم إن المربوع واللمطيين جاؤوا برجل يقال له عبد الرحمن الخنادقي كان يتعبد بزرهون فاستقدموه في جمادى الأولى سنة سبع