@ 57 @ $ ثورة محمد بن الشيخ المعروف بزغودة على أخيه عبد الله بن الشيخ وما وقع في ذلك $ .
قال في شرح زهرة الشماريخ لما رأى أهل بلاد الهبط ما وقع من افتراق الكلمة وتوقد الفتن بايعوا محمد بن الشيخ المعروف بزغودة على ضريح الشيخ عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه وكان الذي قام بدعوته الشريف أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عيسى بن عبد الرحمن الإدريسي المحمدي اليونسي المعروف بابن ريسون وهي أم جده علي نزيل تاصروت وبايعوه على الكتاب والسنة وعلى إحياء الحق وإماتة الباطل فلما بلغ خبره أخاه عبد الله خرج لقتاله فالتقى الجمعان بوادي الطين واقتتلوا فانهزم عبد الله وتقدم محمد إلى فاس فدخلها واستولى عليها في شعبان سنة ثمان وعشرين وألف وقبض على بعض عمال عبد الله فقتلهم واستصفى أموالهم .
وفي آخر شعبان المذكور وقعت الحرب بينهما بمكناسة فانهزم محمد ودخل عبد الله فاسا في مهل رمضان من السنة وأظهر العفو عن الخاص والعام ثم قتل أهل فاس قائده ابن شعيب وأخذوا حذرهم من عبد الله ثم وقع قتال بين أهل الطالعة وأهل فاس الجديد ودام أياما عديدة حتى اصطلحوا لتاسع رجب من سنة تسع وعشرين وألف ثم إن عبد الله خرج لقتال أخيه محمد فوقعت المعركة بينهما بوادي بهت فانهزم محمد وفر شريدا إلى أن قتله ابن عمه كما سيأتي إن شاء الله .
وفي يوم الجمعة خامس ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين وألف قتل الفقيه العالم القاضي أبو القاسم بن أبي النعيم بعد أن نزل من صلاة الجمعة