@ 54 @ وقعة المترب موضع خارج باب الفتوح وسببها أن أهل فاس استغاث بهم الملالقة واستصرخوهم على شراقة مكيدة وحيلة فخرجوا في يوم شديد الريح وكمن لهم شراقة بخولان وأغاروا عليهم بغتة فانهزم الناس وقتل من أهل فاس نحو الألفين .
وفي نشر المثاني سبعمائة فقط قال وجلهم هلك بالعطش وغلقت الأبواب واضطربت المدينة وهاج الشر بسبب ذلك مدة ثم خرج أهل فاس مرة أخرى لقتال عبد الله بن الشيخ فهزموه وأسروه وبقي في أيديهم فعفوا عن قتله وأطلقوه وذهبوا خلفه حتى دخل داره من فاس الجديد .
ولما قتل أبوه الشيخ سنة اثنتين وعشرين كما مر واتصل خبر مقتله بابنه عبد الله عزم على الأخذ بثأره من قاتليه أولاد أبي الليف وأزمع المسير إليهم ووافقه على ذلك الشريف أبو الربيع والفقيه المربوع وأصحابهما وامتنعت العامة من الذهاب معهم لأن الشيخ لم تبق له في نفوس المسلمين مودة حيث باع العرائش للنصارى فاجتمعت العامة بجامع القرويين وقالوا لا نقبل سليمان ولا المربوع وحاصوا حيصة حمر الوحش واتخذوا رؤساء آخرين فوقع بسبب ذلك شر عظيم أدى إلى قتل الشريف مولاي إدريس بن أحمد الجوطي العمراني التونسي وسبب ذلك أن منادي أبي الربيع مر ينادي في السوق باستنفار الناس مع عبد الله بن الشيخ فقام إليه الشريف مولاي إدريس وضربه بعصا وسبه فأقبل أبو الربيع ومن معه واقتحموا على مولاي إدريس دار القيطون وقتلوه على خصتها ولما كان صباح القبر من الغد قام ولد مولاي إدريس وشكا هضيمته لعلماء فاس فأمروه بالصبر ثم التف عليه أهل العدوة وقصدوا دار أبي الربيع وناوشوه الحرب فرجعوا مفلولين وقتل بعضهم والأمر لله وحده ووقع الغلاء حتى بيع القمح بأوقيتين وربع للمد وكثرت الأموات حتى أن صاحب المارستان أحصى من الأموات من عيد الأضحى من سنة اثنتين وعشرين وألف إلى ربيع النبوي من السنة بعدها أربعة آلاف وستمائة وخربت أطراف المدينة وخلت المداسر ولم