@ 53 @ المرأة وأغلقت عليها مشربة لها فلم يقدر لها على شيء فراودها على النزول فأبت فقال لها إن لم تنزلي رميت الولد في الطنجير فتمادت على الامتناع فرمى به فيه فما هو إلا أن رأت ولدها في وسط الطنجير صاحت وألقت بنفسها عليه فاندقت رقبتها وماتت فغاظ الناس ذلك وأعظموه .
وقام رجل منهم يقال له أبو الربيع سليمان بن محمد الشريف الزرهوني محتسبا على شراقة واعصوصب عليه كثير من العامة وقاموا بنصرته فقتل شراقة والتلمسانيين بفاس حيث وجدوا وحكم السيف في رقابهم ونفاهم عن فاس وحماها من إذايتهم وطهرها من رجسهم فاستحسن الناس أمره وأذعنوا إليه .
قال في المرآة وفي يوم الجمعة الحادي والعشرين من ربيع الأول يعني سنة عشرين وألف ثار بفاس الشريف أبو الربيع سليمان بن محمد الزرهوني وعضده الفقيه أبو عبد الله محمد اللمطي المعروف بالمربوع وتبعهما أهل فاس بأجمعهم وأخرجوا من كان بها من جيش السلطان وقتلوا كثيرا منهم وجرت في ذلك خطوب آلت بعد سنين إلى انقطاع الملك بفاس وبقي الناس فوضى إلى الآن اه كلام المرآة .
وكان ابتداء أمر شراقة واشتداد شوكتهم سنة ست عشرة و ألف كانوا إدالة على أهل فاس نازلين بقصبة الطالعة وبقصبة أخرى وببعض الفنادق وقرب باب المسافرين إلى أن قام عليهم الشريف أبو الربيع في التاريخ المتقدم وكان عبد الله بن الشيخ يوم ثورة أبي الربيع وفتكه بشراقة غائبا في سلا فلما بلغه الخبر قدم ورام أن يصلح بين أهل فاس وبين شراقة وراودهم على ذلك فقالوا لا لا فسميت تلك السنة سنة لا لا ثم أمر أبو الربيع أهل فاس بشراء العدة والتهيؤ لقتال شراقة وخرج إليهم فاقتتلوا خارج باب الجيسة فانهزمت شراقة واستتب أمر أبي الربيع وسكنت أحوال المدينة وأمن الناس أمانا لم يعهد من زمان السلطان الغالب بالله .
وفي يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الثانية سنة عشرين وألف كانت