@ 47 @ كتبت لهم بخطي إني احمل أهلي وحاشيتي وأرجع إليهم إلا إن تمكن لي الدخول في الملك والغلبة على البلاد أو بعضها وقفلت من عندهم ولم يتعلق بثوب عفافي ما يشينه معهم ولا مع العرب ولا كان لأحد علي منة ولا نعمة إلا فضل الله سبحانه وكان فضل الله علينا عظيما .
ثم إني دخلت سجلماسة على رغم أنف أهلها وواليها ومنها دخلت السوس وجعلت ولي الله العارف به أبا محمد عبد الله بن المبارك واسطة بيني وبين أخي حتى اجتمعت بأهلي ومالي ثم بعث إلي الترك بأحد بلكباشات اسمه مصطفى صولجي إلى السوس راغبين في إنجاز الوعد وجنحت للمسير إليهم فرأيت الأهل والأتباع قد عظم الأمر عليهم واستعظموا الخروج فأسعفت رغبتهم في المقام بالمغرب وشيعت الرسول قافلا إلى قومه من سجلماسة عند الدخول الثاني لها ومغالبة أهلها عليها وعززته برسول من عندي إليهم بتحف وأموال ورد بها عليهم مع رسولهم ثم إني اقتحمت مراكش على أهل فاس على كثرة عددهم وعددهم وقلتي ففتح الله ثم خرجت إلى السوس مرة أخرى وأوقعت بولد مولاي أحمد الشريف وجموع مراكش وقد تعصبوا عليه لأنهم شيعة جده ففضضته على رغمهم ونازلته بالسهل والحزن حتى أمكن الله منه وحكم بيني وبينه ثم نجم الغوى أبو محلي وغلبت على الرأي وقد قال من هو أفضل مني مولانا علي كرم الله وجهه لا رأي لمن لا يطاع ودخل هذه البلاد وخرجت أنا إلى السوس ريثما تجتمع قبائلنا في المكان الذي كان اجتماعهم فيه إلى أن بلغتهم وقصد إليهم أبو محلي فقاتلوه ورحل عنهم بعد أن أثخنوا فيه بالقتل ثم وافيتهم فكان الحرب بيننا سجالا فهل سمعتم خلال هذه الأحوال أني احتجت إلى أحد فيما قل أو جل وهذا كله بحيث لا يخفى عليك اللهم أن تعدوا الوفادة التي وفدنا عليك من قبيل الاضطرار والاحتياج فلا أدري على أني ما قصدتك لطلب دنيا لأني كنت أسمع ما أنت عليه من متانة الدين والصلاح والإقبال على طاعة الله والتمسك بسنة رسول الله