@ 46 @ فأجابهم إليه رضي الله عنه وعرف الناس الحق فلم ينكره أحد من أهل الدين ولا من أهل السياسة ليت شعري لو طلبنا نحن الرعية بسعر الوقت الذي طلع اليوم إلى أضعاف مضاعفة ماذا تقولون وقد انتقدتم علينا ما هو أخف من ذلك والحاصل راجعوا رضي الله عنكم ما عند الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية في ضرب الخراج فقد استوفى الكلام في ذلك .
وأما ما تقضيه من العجب لتعطل أجوبتنا عنك فنحن نراجع أقل منك ولكن كتابك آكد مبناه على قصة أهل آزمور فأنفذنا من أخرج الذي كان به وأقصاه عنه وشرد من كان عنده فتوقف الجواب حتى رجع الخديم فحينئذ أجبناكم بما وصلكم وتعجيل الأجوبة وبطؤها فاعلم أن الذي يقتضي ذلك أمور منها أن يكون الأمر الذي ورد الخطاب فيه منكم ما سمعت به ولا بلغني فنتوجه للبحث عنه والفحص عن أسبابه فربما أوجب ذلك البطء بحسب الأماكن والبلدان فيكون جوابنا على أساس وبيان وإن كان عندنا خبر ما ورد فيه خطابكم فالجواب لا يتأخر وقد وقع هذا منا غير مرة وكون تعطيله منشأه ما من الله به علينا من رجوعنا إلى سرير ملكنا واجتماعنا بسربنا آمنين اعلم أن أهل هذا المغرب لما تمالؤوا علي وخرجت إلى المشرق والتقيت بالترك والأروام وجالسوني وجالستهم وخاطبوني وخاطبتهم فمنهم مشافهة ومنهم مراسلة وكنت أيام مقامي في أرضهم كمقامي على سرير ملكي لأن كبيرهم وصغيرهم ورئيسهم ومرؤوسهم كان ينتجع فضلي ويمد كفه رغبة في نعمتي وواسيت الجميع عطاء مترفا مع قلة الزاد والذخيرة وترفعت عن مواساة الأماثل والأكابر من العجم والعرب ولا ركنت لأحد بل تجودت بما قدرت عليه من الأخبية حتى جعلت محلة برماتها وخيلها فترامت علي العجم بالرغبة وبسطوا أكف الضراعة في المقام عندهم والدخول في جملتهم وعرضوا علي الإقطاعات السنية والبلادات الملوكية بلطف مقال وأدب خطاب حتى قال لي القبطان مراد رئيس المجاهدين وما مثلك يكون مع العرب ها نحن نخدمك بأموالنا وأنفسنا وبمالنا من السفن حيث أردت وأحببت وما انفصلت عنهم حتى