@ 43 @ صلى الله عليه وسلم ( الحرم لا يجير عاصيا ) قال الأبي وهذا يحتج به على أهل الزوايا وأضربت عن الجواب وليس ذلك من أدب الجدل ولكن أخبرنا عن الوجه الذي منعت به يونس اليوسي من الشرع فإن متاعنا عنده وإماء أهلنا في داره إلى يوم الوقعة وترتب في ذمته للمسلمين من الأموال والدماء ما علمت فإن كنت ممن يريد العدل فهلا عدلت فيه فحينئذ نعلم أنك لا تريح جهته ولا تذهب بك النفس مذهبها لا جرم حينئذ نكون عند ما تريد ومع هذا لما أمسكنا زوجته وكتبت لنا فيها سرحناها ساعة وصول خطابك من غير توقف فلو كنت عناديا لعبثت بها عبثه هو بإماء أهلي وأهل داري على أني ما رددت شفاعتك منذ عرفتك بعثت لي إبراهيم بن يعزى فسرحناه لغرضك على أنه ترتب في ذمته ما ينيف على خمسين ألف أوقية وذلك المال إنما يقال له بيت مال المسلمين وإنما كان يجب تخليده في السجن وأهل الحصن أخرجناهم منه عن آخرهم وأنفذتم كتابكم بردهم فأمرنا بردهم عن آخرهم وابن يعقوب أوزال حاكم البلد وشبه الخليفة تركناه على دارنا وحرك من غير إذننا ولا مشورتنا وبعثنا مكانه فأنفذت الكتاب فيه فرد لمكانه ما هو الأمر الذي سافرت كتبك فيه ولا أسرعنا فيه خفافا وأما مسألة أهل آزمور فلما جاء كتابكم عزلنا صاحبه وسرحنا من كان عنده ورددنا الخيل وقضية الحناشة الناس في شأنهم بالاجتهاد وقضية العرب اعلم أن العرب قد أفسدوا الأرض واستطالوا سواء هذه البلاد والغرب والذي يليق بهم ما أفتى به سحنون في عرب إفريقية والمغرب ولو طالبناهم بمجرد العشر مدة هذه الفتنة في المغرب لأتى ذلك على أموالهم والناس قد خرجوا عن أطوارهم وأحبوا الفتن طلبا للراحة وانظر كتاب الإفادة كذا للقاضي واستطالتهم فيه عليه في قضية شرعية مشروحة في رسمها القديم على أنهم أضعف الناس قلوبا انظر ما صدر منهم فما بالك بالعرب الذين خرجوا عن الطاعة وتساوى الشيخ والصغير في ذلك فإن كنت تصغي لمقالاتهم وإسعاف شهواتهم والتعرض للسلطان دونهم فهذا نفس خراب العالم وطالع كتاب صاحبنا من عند الرحامنة وما صدر منهم لخديمكم ورأيت أن أقدم