@ 42 @ واشتهر أمرهم حتى عرفوا به في المشارق والمغارب ولم يبرح الشيخ المذكور من بينهم ولا تصدى لتغيير المنكر والأمر بالمعروف حتى قبضه الله إليه .
وأما ما ذكرتم من أن من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله هذه حجة عليك لا علينا لأني ما سعيت في قتل أحد يعلم الله ولا قتل من قتل إلا بأمر القضاة وأهل العلم إن كان واعلم أنه إذا كان هذا يكون وعيدا في قتل الواحد فما بالك بمن يريد فتح باب الفتنة حتى لا يقف القتل على المئين والآلاف ونهب الأموال وكشف الحريم إلى غير ذلك أما تعلم أن فتنة أبي محلي قد هلك بسببها من النفوس والأموال ما لا يحصى عدده ولا يستوفى نهايته كاتب وكان كل ذلك على رقبته لأنه هو المتسبب الأول الفاتح أبواب الفتنة لأنه كان يقتل كل من انتمى إلينا حتى قتل بسببه في يوم واحد بمكان واحد خمسمائة قتيل ولولا أبو محلي ما قتلوا وأعظم في حرمة النفوس من هذا الذي قلت قوله تعالى ! < كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا > ! المائدة 32 .
وليس في قول المواق ما يحتج به على السلطان وإنما هو في أصحاب الخطط على الترتيب الذي كان على عهده مثل أصحاب الشرط كصاحب الشرطة الذي ينفذ أحكام القاضي وصاحب شرطة السوق الذي ينفذ الأحكام عن قاضي الحضرة وغير ذلك من الولايات .
وولاية أبي محلي لا تعد ولاية حتى يعتبر عزله وما عند المواق وغيره وقفنا عليه وعرفناه وتلقيناه عن الأشياخ الجلة وعرفنا ما عند الشافعية والحنفية ودرسناه المرة بعد المرة ولست ممن ينطبق عليه قوله ( أشقى الناس عالم لم ينفعه الله بعلمه ) ولكن لماذا تحتج بقول المواق لغرضك وتجعله حجة ولم تجبنا نحن فيما كتبنا إليك به في يونس اليوسي وقلنا لك