@ 37 @ بذلنا الجهد في الجميع أخلص الله القصد في الجميع وأما الثاني فلما جرى القدر بتغلب ذلك الإنسان المتسلط على النفس والحريم والأموال وأدخل بتأويلاته البعيدة عن الصواب ما ليس في المذهب وتعدى خصوص الولاة إلى سائر الرعية فاضلها ومفضولها ومد مع ذلك يد الوعيد المؤكد بالإيمان إلينا في الأنفس والأموال فناشدناه كما تقرر في فتاوى الأئمة رضي الله عنهم حيث توفرت فيه فصول الصائل كلها بشاهد العيان فكان الأمر كما قدر الله تعالى ! < لله الأمر من قبل ومن بعد > ! الروم 4 وأما الثالث فالكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فسورة والعصر قائمة البرهان في كل أوان وعصر وقال تعالى في قضية كليمه ! < رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين > ! القصص 17 وقد استشهد به بعض العلماء في بري قلم لكاتب بعض الأمراء المتقدمين وحسبنا الله ونعم الوكيل وقوله جل من قائل ! < وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان > ! المائدة 2 وأما السنة فالحديث الأول قوله صلى الله عليه وسلم ( المعين شريك ) وقوله ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يقدر فبلسانه فإن لم يقدر فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) وقد كنا مقتصرين على التغيير باللسان والقلم لكون التغيير العملي إليكم حتى جذبتمونا إليه ودللتمونا بارتكاب أصعب مرام عليه وقوله ( من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله ) وقد قال المواق في شرحه على المختصر من أعان على عزل إنسان وتولية غيره ولم يأمن سفك دم مسلم فهو شريك في دمه إن سفك ثم أتى بالحديث المتقدم استعظاما لذلك الأمر الفظيع فإنا لله وإنا إليه راجعون على أنا انخدعنا بالله حتى كنا نأمن بالقطع سفك الدماء إذ ذاك حيث كتبت إلينا مرارا وأمنت وأرسلت وكنت أتخوف من هذا الواقع اليوم بآزمور وآسفي ومراكش والغرب ولذلك كنت ألححت عليكم في تقرير العهد حتى أتاني القائد عبد الصادق بمصحف ذكر انه لسلطان تلمسان في جرم صغير وقال لي أمرني السلطان أن أحلف لك فيه نيابة عنه على بقائه