@ 38 @ على العهد فيما بينك وبينه من تأمين كل من أمنته وإمضاء كل ما رأيته صلاحا للأمة ثم لم أكتف حتى أتى القاضي فكتبت إلي معه إن كل ما رأيت فيه الصلاح للأمة أمضيته وأنك آمنت كل من أمنته ثم بعد استقرارك في دارك كتبت إلي كتابا إنك باق على ما تعاهدنا معك عليه من الأمور كلها على معيار الشريعة فما راعني إلا وقد أخفرت في ذمة الله وأماني الذي عقدته للناس فمن مأسور ومقيد ومطلوب بمال ومطرود عن بلد وأخبار آخر ترد علينا من جهة السواحل وأن الناس تباع فيها للعدو دمره الله ولم نر من اهتبل بذلك ممن قلدتموه أمور الثغور فلم ندر هل بلغك ذلك فتسقط عنا ملامة الشرع أو لم يبلغك فأعلمنا الله لتطمئن قلوبنا فإني أكاتبك في ذلك فلا أرى جوابا فقضيت والله من الأمر عجبا فإن عددت ما من الله به عليك من رجوعك إلى سرير ملكك واجتماعك بسربك آمنا من قبيل النعم فقيده بما تقيد به كما في كريم علمك وإن رأيته بنظر آخر فإن لله ما في السموات وما في الأرض وأما الإجماع فلم نر من العلماء من نهى عن نصح خاصة المسلمين وتنبيههم على ما يصلح بهم وبالرعية بل عدوه من الدين للحديث الأول وغيره وأما استشعرناه من امتعاضكم من عدم الأنة القول في مكاتبتنا لكم فما خاطبناكم قط رعيا لذلك ولو بنصف ما خاطب به الأئمة الأول أهل زمانهم اتكالا على مطالعتكم لكتبهم وعلمكم بما لم نعلمه من ذلك ولم نروه ويكفيكم نصح الفضيل وسفيان وإمامنا مالك رضي الله عنهم لمعاصريهم من الولاة ومنهم من بكى وانتفع ومنهم من غشي عليه وتوجع ومنهم من ندم واسترجع إلى غير ما ذكرنا على اختلاف الأعصار وتنوع الدول والأقطار فبذلك اقتدينا وبما كان عليه أشياخنا وأسلافنا لكم ولأسلافكم عملنا كالفقيه شيخ والدنا رحمه الله سيدي عبد الله الهبطي لجدكم المرحوم بكرم الله فطمعت بنجح النصح ونفعه دنيا وأخرى فهذا أصل قضيتنا معكم وهلم جرا والذكرى تنفع المؤمنين على كل الأحوال والحمد لله على كل حال و صلى الله عليه وسلم وبتاريخ أواخر ربيع النبوي الأنور كتبه عن إذنه رضي الله عنه