@ 36 @ الكلمة والنظر في مصالح الأمة فاستمر به علاج ذلك إلى أن توفي ولم يتم له أمر وكان يراسل السلطان زيدان ويكثر عليه ويجير عليه من استجار به ويروم إلى مناصحته ابتغاء ويحسو من ذلك حسوا في ارتغاء وكان زيدان يتحمل منه أمرا عظيما فمما كتب به يحيى إليه ما نصه من يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم كان الله له بجميل لطفه آمين اللهم إنا نحمدك على كل حال ونشكرك يا ولي المؤمنين على دفع اللاواء والمحال و صلى الله عليه وسلم ونستوهبك يا مولانا جميل لطفك وجزيل فضلك في المقام والترحال عائذين بوجهك الكريم من مؤاخذتنا بسوء أعمالنا يا شديد المحال هذا وسلام الله الأتم ورضوانه الأعم ورحمته وبركاته على المولى الإمام العلم المقدام العلوي الهمام كيف أنتم وكيف أحوالكم مع هذا الزمان الذي شمر عن ساقه لسلب الأديان وألح في اقتضاء هواه على كل مديان فإنا لله ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل وبعد فالباعث به إليكم في هذه البطاقة أمور ثلاثة مدارها على قوله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولخاصة المسلمين وعامتهم ) فالأول بيان سبب الركون إلى جانبكم والثاني الحامل على دفع مناويكم والثالث ملازمة نصحكم وتذكيركم والضجر مما يصدر منكم ومن أعوانكم للرعية أما الأول فله أسباب كثيرة منها مراعاة الجناب النبوي الكريم في أهل بيته ورضي الله عن أبي بكر الصديق القائل ارقبوا محمدا في أهل بيته والقائل لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي .
( يا أهل بيت رسول الله حبكم % فرض من الله في القرآن أنزله ) .
( يكفيكم من عظيم المجد أنكم % من لم يصل عليكم لا صلاة له ) .
ومنها نصح خاصة المسلمين الذي هو الدعاء بالهداية لهم ورد القلوب النافرة إليهم و نصحهم بقدر الإمكان مشافهة ومراسلة ومكاتبة وقد