@ 28 @ صحبته إذ عادته كانت الطمأنينة ولما توفي رحمه الله بقيت نحوا من ثلاث سنين عاطلا ثم تحلى النحر بدرر لطائفه الموعود بها فله الحمد على ما أسدى وله الشكر فيما أولى ثم ذكر بقية أشياخه كالشيخ أبي العباس المنجور والشيخ أبي العباس السوداني والشيخ سالم السنهوري وغيرهم ممن يطول ذكرهم قال ثم كملت الفائدة بعد المقفل من الحج فرجعت إلى الديار المغربية ونزلت بوادي الساورة ثم تحولت بجميع عيالي إلى الوادي المذكور هذا ملخص أوليته منقولا من كتابه المذكور .
وقال الشيخ أبو العباس أحمد التواتي رحمه الله تعالى في رسالته التي سماها مقامة التحلي والتخلي من صحبة الشيخ أبي محلي وهي رسالة طويلة مسجعة قال كان الفقيه أبو محلي في أول أمره فقيها صرفا ثم انتحل طريقة التصوف مدة حتى وقع على بعض الأحوال الربانية ولاحت له مخايل الولاية فانحشر الناس لزيارته أفواجا وقصدوه فرادى وأزواجا وبعد صيته وكثرت أتباعه قال فلما سمعت بذلك ذهبت إليه وجلست عنده إلى أن وجدته يشير إلى نفسه بأنه المهدي المعلوم المبشر به في صحيح الأحاديث فتركته وراء ونبذته بالعراء اه .
وقال الشيخ اليوسي في محاضراته وقد تكلم على الدعوى الفاطمية ما نصه وممن ابتلي بها قريبا أحمد بن عبد الله بن أبي محلي التستاوتي خاض في الطريق حتى حصل له نصيب من الذوق وألف فيها كتابا يدل على ذلك ثم نزغت به هذه النزغة فحدثونا أنه كان في أول أمره معاشرا لمحمد بن أبي بكر الدلائي وكان البلد إذ ذاك قد كثرت فيه المناكر وشاعت فقال ابن أبي محلي لابن أبي بكر ذات ليلة هل لك في أن نخرج غدا إلى الناس فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فلم يساعفه لما رأى من تعذر ذلك لفساد الوقت وتفاقم الشر فلما أصبحا خرجا فأما ابن أبي بكر فانطلق إلى ناحية النهر فغسل ثيابه وازال شعثه بالحلق وأقام صلاته وأوراده في أوقاتها