@ 12 @ .
وقال صاحب الخلاصة النقية في أمراء إفريقية ما نصه وفي سنة ست عشرة وألف قدمت الأمم الجالية من جزيرة الأندلس فأوسع لهم صاحب تونس عثمان داي كنفه وأباح لهم بناء القرى في مملكته فبنوا نحو العشرين قرية واغتبط بهم أهل الحضرة وتعلموا حرفهم وقلدوا ترفهم اه ثم قال في نفح الطيب وكذلك خرج طوائف منهم بتطاوين وسلا والجزائر ولما استخدم سلطان المغرب الأقصى منهم عسكرا جرارا وسكنوا سلا كان منهم من الجهاد في البحر ما هو مشهور الآن وحصنوا قلعة سلا وبنوا بها القصور والحمامات والدور وهم الآن بهذا الحال ووصل جماعة منهم إلى القسطنطينية العظمى وإلى مصر والشام وغيرها من بلاد الإسلام اه كلام نفح الطيب وقوله وحصنوا قلعة سلا يعني بها رباط الفتح إذ هي يومئذ مضافة إلى سلا ومعدودة منها والله تعالى أعلم $ استيلاء السلطان زيدان على فاس وفرار الشيخ بن المنصور عنها إلى العرائش ثم إلى طاغية الإصبنيول $ .
كان الشيخ بن المنصور عفا الله عنه على ما تقدم من قبح السيرة والإساءة إلى الخاصة والعامة حتى ملته النفوس ورفضته القلوب وضاق أهل فاس بشؤمه ذرعا وكان قد بعث ابنه عبد الله مرة ثالثة إلى حرب السلطان زيدان بمراكش وأعمالها فخرج عبد الله من فاس آخر ذي الحجة سنة ست عشرة وألف فالتقى الجمعان بوادي بوركراك فكانت الهزيمة على عبد الله وفر في رهط من أصحابه وترك محلته بما فيها بيد السلطان زيدان فاستولى عليها وانضم إليه جيش عبد الله من أهل فاس وغيرهم ميلا إليه ورغبة في صحبته فعفا عنهم وتألفهم واستفحل أمر السلطان زيدان وتكلم به أهل فاس وسائر بلاد الغرب واتصل الخبر بالشيخ وعرف أن قلوب الناس عليه فخاف الفضيحة وأصبح غاديا في أهله وحشمه إلى ناحية العرائش فاحتل