@ 159 @ إسماعيل بن عبيد الله عن المغرب وولى مكانه يزيد بن أبي مسلم فأساء السيرة قالوا ووجه عنبسة بن سحيم الكلبي واليا من قبله على الأندلس فاستقام على يده أمرها ثم ثار أهل المغرب بابن أبي مسلم فقتلوه سنة ثنتين ومائة لشهر من ولايته .
قال الطبري وكان سبب ذلك أنه كان قد عزم أن يسير في أهل المغرب بسيرة الحجاج في أهل العراق فإن الحجاج كان وضع الجزية على رقاب الذين أسلموا من أهل السواد وأمر بردهم إلى قراهم ورساتيقهم على الحالة التي كانوا عليها قبل الإسلام فلما عزم يزيد على ذلك تآمر البربر فيه وأجمعوا على قتله فقتلوه وولوا عليهم محمد بن يزيد الذي كان قبله فيما ذكره الطبري وكان غازيا بصقلية فلما قدم بمغانمه ولوه أمرهم .
وقال ابن عساكر ولوا بعده إسماعيل بن عبيد الله والله أعلم .
ثم كتب أهل المغرب إلى الخليفة يزيد إنا لم نخلع يدا من طاعة ولكن يزيد بن أبي مسلم سامنا ما لا يرضى به الله ورسوله فقتلناه وأعدنا عاملك فكتب إليهم يزيد إني لم أرض ما صنع ابن أبي مسلم وأقر محمد بن يزيد على المغرب وذلك في سنة اثنتين ومائة كما قلنا .
وحدث الوضاح بن أبي خيثمة وكان حاجب عمر بن عبد العزيز قال أمرني عمر بن العزيز يعني في مرض موته بإخراج قوم من السجن وفيهم يزيد بن أبي مسلم فأخرجتهم وتركته فحقد علي فلما مات عمر هربت إلى أفريقية خوفا منه قال فبينا أنا بإفريقية إذ قيل قدم ابن ابي مسلم واليا فاختفيت فأعلم بمكاني وأمر بي فحملت إليه فلما رآني قال طالما سألت الله أن يمكنني منك فقلت وأنا والله لطالما سألت الله أن يعيذني منك فقال ما أعاذك الله والله لأقتلنك ولو سابقني فيك ملك الموت لسبقته ثم دعا بالسيف والنطع فأتي بهما وأمر بالوضاح فأقيم عليه مكتوفا وقام السياف وراءه ثم أقيمت الصلاة فتقدم يزيد إليها فلما سجد أخذته السيوف ودخل على الوضاح من قطع كتافه وأطلقه فسبحان اللطيف الخبير