@ 158 @ $ ولاية يزيد بن أبي مسلم على المغرب $ .
هو يزيد بن أبي مسلم دينار مولى الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم المشهور وكان يزيد هذا كاتبه وصاحب شرطته قال ابن خلكان كانت فيه كفاية ونهضة قدمه الحجاج بسببهما .
وكان من خبره أن الحجاج لما حضرته الوفاة استخلف يزيد هذا على خراج العراق فأقره الوليد بن عبد الملك واغتبط به وقال ما مثلي ومثل الحجاج وابن أبي مسلم بعده إلا كرجل ضاع منه درهم فوجد دينارا .
ولما مات الوليد وولي بعده أخوه سليمان عزل ابن أبي مسلم وأمر به فأحضر بين يديه في جامعة وكان رجلا قصيرا دميما قبيح الوجه عظيم البطن تحتقره العين فلما نظر إليه سليمان قال أنت يزيد بن أبي مسلم قال نعم اصلح الله أمير المؤمنين قال لعن الله من أشركك في أمانته وحكمك في دينه قال لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنك رايتني والأمر عني مدبر ولو رأيتني والأمر علي مقبل لاستعظمت ما استصغرت ولاستجللت ما احتقرت فقال سليمان قاتله الله فما أربط جاشه وأعضب لسانه ودارت بينه وبين سليمان محاورات غير هذه ثم كشف عنه فلم يجد عليه خيانة فهم باستكتابه فقال عمر بن عبد العزيز أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن لا تحيي ذكر الحجاج باستكتاب كاتبه فقال إني كشفت عنه فلم أجد عليه خيانة يا أبا حفص فقال عمر أنا أوجدك من هو أعف عن الدينار والدرهم منه فقال سليمان من هو قال إبليس ما مس دينارا ولا درهما قط وقد أهلك هذا الخلق فتركه سليمان .
وحدث جويرية بن أسماء أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة بلغه أن يزيد بن أبي مسلم خرج في جيش من جيوش المسلمين فكتب إلى عامل الجيش برده وقال إني لأكره أن أستنصر بجيش هو فيهم فلما توفي عمر رضي الله عنه وأفضت الخلافة إلى يزيد بن عبد الملك عزل