@ 160 @ $ ولاية بشر بن صفوان على المغرب $ .
لما كتب أهل المغرب إلى الخليفة يزيد بن عبد الملك بما كان منهم إلى ابن أبي مسلم وما اعتذروا به في شأنه أقر عليهم محمد بن يزيد أو إسماعيل بن عبيد الله على الخلاف المتقدم ما شاء الله ثم ولى عليهم بشر بن صفوان الكلبي وكان واليا على مصر فقدم القيروان سنة ثلاث ومائة فمهد المغرب وسكن أرجاءه واستصفى بقايا آل موسى بن نصير ثم وفد على يزيد بن عبد الملك فوجده قد مات وبويع هشام بن عبد الملك فرده هشام إلى عمله من المغرب فاستقر بالقيروان واستدعى منه أهل الأندلس واليا يقوم بأمرهم وذلك بعد مقتل عنبسة بن سحيم الكلبي شهيدا في بعض غزوات الفرنج فولى عليهم يحيى بن سلمة الكلبي فقدم الأندلس آخر سنة سبع ومائة فأصلح شأنها ثم غزا بشر بن صفوان صقلية بنفسه سنة تسع ومائة فأصاب سبيا كثيرا ورجع إلى القيروان منصورا فكانت منيته عقب ذلك $ ولاية عبيدة بن عبد الرحمن على المغرب $ .
لما توفي بشر بن صفوان وانتهى الخبر إلى الخليفة هشام بن عبد الملك ولى على المغرب عبيدة بن عبد الرحمن السلمي وهو ابن أخي أبي الأعور السلمي وقيل ابن ابنه فقدم القيروان سنة عشر ومائة ونظر في أمر المغرب والأندلس معا وولى من قبله على الأندلس ولاة أربعة واحدا بعد واحد وهم عثمان بن أبي نسعة الخثعي وحذيفة بن الأحوص القيسي والهيثم بن عبيد الكلابي ومحمد بن عبد الله الأشجعي وكان عبيدة بن عبد الرحمن قد أخذ عمال بشر بن صفوان قبله وعذبهم فكتب بعضهم بذلك إلى الخليفة هشام فعزله لأربع سنين وستة أشهر من ولايته