@ 191 @ أول من اخترعه وأضيف إليه فقيل المنصورية .
وكان في مدة المنصور من الأحداث أنه .
في سنة سبع وثمانين وتسعمائة وقع غلاء عظيم بالمغرب حتى عرف ذلك العام بعام البقول قال في المرآة لما انتهب الناس غنيمة وادي المخازن كان الناس يتوقعون مغبتها لاختلاط الأموال بالحرام فظهر أثر ذلك من غلاء وغيره وكنا نسمع أن البركة رفعت من الأموال من يومئذ وفي هذه السنة أيضا أصاب الناس في بعض فصولها سعال كثير قل من سلم منه وكان الرجل لا يزال يسعل إلى أن تفيض نفسه فسمى العامة تلك السنة سنة كحيكحة .
وفي سنة إحدى وتسعين وتسعمائة توفي الشيخ العارف بالله تعالى الكبير الشأن أبو النعيم رضوان بن عبد الله الجنوي نسبة إلى جنوة من بلاد الفرنج كان أبوه نصرانيا وأمه يهودية وسبب إسلام والده ما حكاه أبو العباس الأندلسي في رحلته أنه كان له فرس ببلده جنوة فانطلق ليلا ودخل الكنيسة العظمى وراث فيها من غير أن يشعر بذلك أحد من السدنة ولا غيرهم ثم بادر بإخراج الفرس ولما أصبح أهل الكنيسة ورأوا الروث قالوا إن المسيح جاء البارحة على فرسه إلى الكنيسة وراث فيها فاهتز البلد لذلك وتنافس النصارى في شراء ذلك الروث حتى بيع قدر الذرة منه بمال جزيل فعلم أن النصارى على ضلال وهاجر إلى بلاد الإسلام فنزل برباط الفتح من أرض سلا فوجد هنالك امرأة يهودية فتزوج بها وولدت له الشيخ أبا النعيم فنشأ مثلا في العلم والولاية ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه يقول خرجت من بين فرث ودم أخذ الطريقة عن أبي محمد الغزواني وقدم عليه مراكش ثم عاد إلى فاس فمات بها في السنة المذكورة ودفن خارج باب الفتوح .
وفي سنة خمس وتسعين وتسعمائة توفي الشيخ العلامة الإمام أبو العباس أحمد بن علي المنجور كان متبحرا في العلوم خصوصا أصول الفقه أخذ عن اليسيتني وأبي زيد سقين العاصمي وأبي الحسن بن هارون وأبي مالك الوانشريسي وغيرهم