@ 190 @ الأغاني من أهل فاس وقد كانوا وفدوا أيضا على المنصور على سبيل العادة فأخرج بعضهم شبابة من الإبريز مرصعة أعطاه إياها المنصور وبعضهم قال أعطاني كذا وقال الآخر أجازني بكذا مما لم يعط مثله للقاضي وشيعته من الفقهاء فقال القاضي لئن بلغت فاسا لأردن أولادي إلى صنعة الموسيقى فإن صنعة العلم كاسدة ولولا أن الموسيقى هي العلم العزيز ما رجعنا مخفقين ورجع المغني بشبابة الإبريز فنقل إلى المنصور هذا الكلام فلذعه عليه بيسير من الملام .
وذكر أبو زيد في الفوائد ما صورته عدا محمد الكبير خال المنصور على رجل بدرعة في ضيعة له فشكاه إلى المنصور فقال له كم تساوي ضيعتك قال سبعمائة أوقية قال خذها وقل لخالي الموعد بيني وبينك الموقف الذي لا أكون أنا فيه سلطان ولا أنت خال السلطان فرجع صاحب الضيعة وأبلغ إلى العامل كلام المنصور فأمسك برأسه ساعة ثم قال له الحق بضيعتك وغرم له كل ما أكل منها اه .
وقال في المناهل كان للمنصور مصانع اخترعها ومآثر خلفها منها المعقلان الكبيران اللذان أنشأهما بفاس أحدهما خارج باب عجيسة والأخر قبالته بباب الفتوح وهذان المعقلان يعرفان عند العامة بالبستيون وهما من الإتقان بحيث لا يعرف قدرهما إلا من وقف عليهما وكان الشروع في بنائهما يوم الاثنين الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة تسعين وتسعمائة ومن ذلك الحصنان اللذان بناهما بثغر العرائش أحدهما يعرف بحصن الفتح وهما أيضا في نهاية الوتاقة والحسن ومن ذلك معاصر السكر فإنه أحدثها بمراكش وبلاد حاحة وشوشاوة قال الفشتالي وكان ابتدأ ذلك والده أبو عبد الله الشيخ فكثر السكر في أيامه بالبلاد المغربية حتى لم تكن له قيمة وقد تقدم أنه كان يشتري الرخام من النصارى بالسكر ومن مآثره النبيلة العظمي مع كرسيها من المرمر بجامع القرويين تحت منار الجامع المذكور وقد تقدم الخبر عنها وقال ابن القاضي في المنتقى المقصور إن اللباس المسمى بالمنصورية وهو لباس من الملف لم يكن مستعملا قبله وهو