@ 149 @ المنتضى وحسام الدين الأمضى أبي عبد الله محمد الشيخ المأمون بالله وصل الله لرايته التأييد والظهور والعز الذي يستخدم الأيام والدهور فالتف عليه من اغتر بأباطيله الواهية البناء من أوباش العامة والغوغاء ومن قضى له من أجناد تلك الناحية بالشقاء جموع تكاثر الرمل وتفوت الحصا والنمل لاح بها للشقي خلب بارق أكذبته أمنيته إذ صدقته منيته فصمم نحوه ولدنا أعزه الله بجنود الله التي إليه وبعساكر تلك الممالك التي ألقينا زمام تدبيرها في يديه فما راع الشقي إلا انقضاضه عليه من الجو انقضاض الأجدل وتصميمه إليه بعزائم تدك الطود وتفلق الصخر والجندل فاستولى عليه بحمد الله للحين وعلى جموعه الأشقياء في يوم أغر محجل وساعة أنزل الله فيها على الخوارج المارقين العذاب المعجل فاستأصلتهم الشفار وحصدت هشيمهم المصوح ألسنة النار وقبض على الشقي في يوم كان شفاء للصدور ومنتزها لحملة السيوف وربات الخدور وأحرز الله تعالى فخر هذا الفتح العظيم والمن الجسيم لولدنا أعزه الله عز وجل في خاصة أجناده ونهض وحده بأعبائه ونحن على سرير ملكنا وادعون مطمئنون وأجنادنا في أوطارنا لاهون ومفتنون فلم يحتج إلى أنجاده من قبلنا ولا إمداده والعاقبة للمتقين والحمد لله حمد الشاكرين وعرفناكم لتأخذوا بحظكم من السرور بهذه البشرى التي سرت الإسلام وساءت بحمد الله عبدة الأوثان والأصنام وتعلموا مع ذلك ما عليه الأحوال اليوم بحول الله لدينا من خفق رايات العزم وشحذ آراء الجزم وأعمال عوامل الجزم إلى مجازاة عدو الدين إن شاء الله على فعلته التي عادت عليه أسفا ولهفا وإعادة ما كان أسلف من ذلك إن شاء الله بالمكيال الأوفى وقدمنا إليكم التعريف لتمدونا إن شاء الله بأدعيتكم الصالحة في أوقات الإجابة وتحرصوا على التماسها هنالك وبالحرمين الشريفين من كل ذي خضوع وإنابة أن يؤيدنا الله على عدو الدين بفضله وينجز لنا وعده الصادق في إظهار دين الحق على الدين كله ويسهل علينا بفضله ومعونته أسباب فتح الأندلس وتجديد رسوم الإيمان بها وإحياء أطلاله الدرس حتى ينطق لسان الدين في أرضها بكلمة