@ 148 @ وعزمتها الماضية تبعث إلى العدا رسل الأوجال والأيام بعز صولتها ويمن دولتها بهذه المغارب باسمة الثغور مؤذنة باتصال أمرها العزيز بحول الله إلى أن تطوى ملاءة الدهر هذا وأنه اتصل بعلي مقامنا كتابكما الذي صدحت على أفنان البلاغة سواجعه وعذبت في موارد المحبة الصديقية مناهله ومشارعه ولطفت في كل معنى من المعاني أفانينه ومنازعه وتألفت على الإجادة في كل مقصد من المقاصد مواصله العذبة ومقاطعه وأينعت بأزهار العناية الربانية أباطحه الفيح وأجارعه ومعه المنظومات التي سحت بالحكم ديمها ورسا في البلاغة قدمها وربا في منبت المواهب الربانية يراعها الفصيح وقلمها وحل من نفوسنا موقعها العجيب محلا من دونه الثريا في مطلعها والبدر ليلة تمامه إعجابا بها وتنويها بمهديها وابتهاجا بالخوارق التي أطلق الله على لسان مبديها وإلى هذا فليحط علمكما بأن مقامنا تنفق فيه على الدوام إن شاء الله نفائس بضائعكم وتنمو فيه مع الأيام سعود مطالعكم وتسمو فيه على كل مقام مقاماتكم وتستوضح فيه على المحبة الصميمة أماراتكم الواضحة وعلاماتكم فعلى هذا تنعقد منكم الخناصر وتشتد الأواخي والأواصر بعز الله ومنه ثم مما نستطرد لكم ذكره على جهة البشرى وإهداء المسرة الكبرى إعلامكم أن عدو الدين طاغية قشتالة الذي هو اليوم العدو الكبير للإسلام وعميد ملل التثليث وعبدة الأصنام لما انس من تلقاء جنابنا نار العزم تلتهب منا التهابا وبحر الاحتفال تضطرب أمواجه الزاخرة بكل عدد وعدة اضطرابا وهممنا قد همت بتجديد الأسطول والاستكثار من المراكب المتكفلة للجهاد إن شاء الله بقضاء كل دين ممطول وعلم أن الحديث إليه يساق وإلى أرضه بالخسف والتدمير بحول الله يهفو كل لواء خفاق رام خذله الله مكافاتنا على ذلك بما أمل أن يفت به في عضدنا الأقوى وعزمنا الذي بعناية الله يزداد ويقوى فرمى بمخذول من أبناء أخينا عبد الله كان ربى لديه وطوحت به الطوائح منذ ثمانية عشر عاما إليه إلى مليلية إحدى الثغور المصاقبة لغرب ممالكنا الشريفة التي إلى كفالة ولدنا وولي عهدنا كافل الأمة من بعدنا الأمير الأجل الأرضى صارم العزم