فشربت ماء عذبا وسويق السلت وسكر الطبرزد فشبعت ورويت وتوضأت فقمت إليه أصلي بصلاته حتى برق عمود الصبح فلما رأى الصبح أقبل وثب قائما على قدميه ونادى بأعلي صوته ذهب الليل بما فيه ولم أقض من خدمتك وطراولا من عذب ماء مناجاتك شطرا إلهي خسر من أتعب لغيرك بدنه وألجأ إلى سواك همته فلما أراد أن يمضي ناديته بالذي منحك لذيذ الرغب وأذهب عنك ملال التعب إلا حففتني بجناح الرحمة وأمنتني من جناح الذلة فإني رجل غريب أريد بيت الله الحرام فضللت عن الطريق وليس معي ماء ولا زاد ولا راحلة وإني مشرف على الهلكة آيس من الحياة فقال اسكت يا بطال وهل من موفود وفد إليه فقطع به دون البلاغ إليه لو صححت له في المعاملة لصحح لك في الدلالة ثم قال اتبعني فرأيت الأرض تطوى من تحت أرجلنا حتى رأيت الحجة وسمعت ضجة فقال هذه بكة ثم أنشأ يقول ... من عامل الله بتقواه ... وكان في الخلوة يرعاه ... سقاه كأسا من صفا حبه ... تسلبه لذة دنياه ... فأبعد الخلق وأقصاهم ... وانفرد العبد بمولاه ... .
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري ثنا عبدالله بن محمد العطشي ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحكم النسائي قال حدثني محمد بن الحسين البرجلاني قال حدثني حسين بن محمد الشامي قال سمعت ذا النون يقول ركبنا في البحر نريد مكة ومعنا في المركب رجل عليه أطمار رثة فوقع في المركب تهمة فدارت حتى صارت إليه فقلت إن القوم اتهموك فقال أنا تعني فقلت نعم قال فنظر إلى السماء ثم قال أقسمت عليك إلا أخرجت ما فيه من حوت بجوهرة قال فلقد خيل إلي أن ما في البحر سمكة إلا وقد خرجت في فيها لؤلؤة أو جوهرة ثم رمى بنفسه في البحر فذهب .
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن يونس ثنا يوسف بن يعقوب المقري ثنا مبارك بن فضالة عن ثابت البناني قال كنت واقفا بعرفة فإذا أنا بشابين عليهما العباءة القطوانية فقال أحدهما لصاحبه كيف أنت