يا حبيب فأجابه الآخر لبيك يا محب قال فقال أترى أن الرب الذي تواددنا فيه وتحاببنا فيه يعذبنا غدا في القيامة فسمعت قائلا يقول سمعته الآذان ولم تره الأعين ليس بفاعل ليس بفاعل .
سمعت أبا بكر محمد بن أحمد الدينوري الطوسي بمكة يقول سمعت إبراهيم بن شيبان يقول سمعت أبا عبدالله المغربي يقول خرجت حاجا فبينا أنا في برية تبوك إذا أنا بامرأة بلا يدين ولا رجلين ولا عينين فتعجبت منها فقلت يا أمة الله من أين أقبلت قالت من عنده قلت وما تريدين قالت إليه قلت يا سبحان الله بادية تبوك وليس فيها مغيث وأنت على هذه الحالة فقالت يا سبحان الله غمض عينيك فغمضتهما ثم قالت افتح عينيك ففتحتهما فإذا أنا بها متعلقة بأستار الكعبة ثم قالت يا أبا عبدالله تتعجب من ضعيف حمله قوي ثم سارت بين السماء والأرض حضرت عمر بن رفيل الشيخ الأمين بجرجان وسمعت منه وحدثني بهذا عنه أبو الحسن علي بن عبدالله الهمداني بمكة قال حكى الشيخ الشبلي أن أبا حمزة كان من شأنه الجلوس في منزله لا يخرج إلا لعظيم لا يسعه القعود عنه فدخل عليه بعض الفقراء يوما وليس عنده شيء فخلع قميصه ودفعه إليه فخرج الفقير فغلب على حمزة الوجد فخرج مجردا فبينا هو يمشي في صحراء إذ وقع في بئر فأراد أن يصيح فذكر العقد بينه وبين الله وكان قد عاهد الله أن لا يستغيث بمخلوق فبينا هو في البئر مر رجلان على جادةالطريق فقال أحدهما للآخر يا أخي هذا البئر في وسط الطريق لو مر به من لا يعلم به لهوى فيه فامض أنت وجئني بقصب وأنا أنقل الحجارة والتراب ففعلا وسدا رأس البئر ومضيا فأردت أن أكلمهما لضعف البشرية أن أخرجاني ثم طموه فمنعني العقد الذي بيني وبين سيدي فقلت سيدي وعزتك لا أستغيث بغيرك فبينا أنا كذلك وقد مضى بعض الليل إذا التراب يتناثر على من رأس البئر كأن إنسانا ينبشه فسمعت قائلا يقول لا ترفع رأسك لا يسقط عليك التراب ثم ناداني يا أبا حمزة تعلق برجلي فتعلقت برجله فإذا هو خشن