ابن المبارك الصوري يقول سنة خمسين ومائتين قال خرجنا حجاجا فإذا نحن بشاب ليس معه زاد ولا راحلة فقلت حبيبي في مثل هذاالطريق بلا زاد ولا راحلة فقال لي تحسن تقرأ فقلت نعم فقرأت بسم الله الرحمن الرحيم كهيعص فشهق شهقة خر مغشياى عليه ثم أفاق فقال ويحك تدري ما قرأت كاف من كافي وها من هادي وعين من عليم وصاد من صادق فإذا كان معي كاف وهاد وعليم وصادق ما أصنع بزاد وراحلة ثم ولى وهو يقول ... يا طالب العلم هاهنا وهنا ... ومعدن العلم بين جنبيكا ... إن كنت ترجو الجنان تسكنها ... فمثل العرض نصب عينيكا ... إن كنت ترجو الحسان تخطبها ... فأسبل الدمع فوق خديكا ... وقم إذا قام كل مجتهد ... وادعوه كيما يقول لبيكا ... .
حدثنا أحمد قال سمعت عمر بن بحر يقول سمعت أبا الفيض باخميم يقول وهو في بلده سنة خمسين ومائتين قال كنت في تيه بني إسرائيل أريد الحج فرأيت غلاما أمرد ماتسيا أمامي على المحجة يؤم البيت العتيق بلا زاد ولا راحلة فقلت لرفيقي إنا لله إن كان مع هذا الغلام يقين وإلا هلك فلحقته فقلت يا فتى فقال لبيك فقلت في هذا الموضع في هذا الوقت بلا زاد ولا راحلة قال فنظر إلي ثم قال يا شيخ ارفع رأسك انظر هل ترى غيره فقلت يا حبيبي اذهب حيث شئت .
حدثنا أبو العباس أحمد بن العلاء ثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال قال ذو النون حججت سنة إلى بيت الله الحرام فضللت عن الطريق ولم يكن معي ماء ولا زاد وإني لمشرف على الهلكة وآيس من الحياة فلاحت لى أشجار كثيرة وإذا أنا بمحراب قد كان عهده من متعاهده قريبا فطرحت نفسي تحت فئ شجرة متوقعا لنسيم برد الليل فلما غربت الشمس إذا أنا بشاب متغير اللون نحيل الجسم يؤم نحو المحراب فركل برجله ربوة من الأرض فظهر عين أبيض بماء عذب فشرب وتوضأ به وقام في محرابه فقمت إلى العين