الباقي فلما أصبحنا أتيت النخاس فقلت له عندك غلام تبينعيه للخدمة قال نعم عندي مائة غلام كلهم لذلك قال فجعل يخرج إلي واحدا بعد آخر وأنا أقول غير هذا حتى عرض علي تسعين غلاما ثم قال ما بقي عندي غيرها ولا واحد قال فلما أردنا الخروج دخلت أنا حجرة خربة في خلف داره فإذا أنا بالأسود نائم فكان وقت القيلولة فقلت هو هو ورب الكعبة فخرجت إلى عند النخاس فقلت له بعني ذلك الأسود فقال لي يا أبا يحيى ذاك غلام مشئوم نكد ليست له بالليل همة إلا البكاء وبالنهار إلا الصلاة والنوم فقلت له ولذلك أريده قال فدعا به وإذا هو قد خرج ناعسا فقال لي خذه بما شئت بعد أن تبريني من عيوبه كلها فاشتريته بعشرين دينارا بالبراءة من كل عيب فقلت ما اسمه قال ميمون قال فأخذت بيده فأتيت به إلى المنزل فبينا هو يمشي معي إذ قال لي يا مولاي الصغير لماذا اشتريتني وأنا لا أصلح لخدمة المخلوقين قال مالك فقلت له حبيبي إنما اشتريناك لنخدمك نحن بأنفسنا وعلى رؤسنا فقال ولم ذاك فقلت أليس أنت صاحبنا البارحة في المصلى فقال وقد اطلعتما على ذلك فقلت أنا الذي اعترضت عليك في الكلام قال فجعل يمشي حتى صار إلى مسجد فدخله وصف قدميه فصلى ركعتين ثم رفع طرفه إلى السماء فقال إلهي وسيدي سرا كان بيني وبينك أظهرته للمخلوقين وفضحتني فيه فكيف يطيب لي الآن عيش وقد وقف على ما كان بيني وبينك غيرك أقسمت عليك إ قبضت روحي الساعة الساعة ثم سجد فدنوت منه فانتظرته ساعة فلم يرفع رأسه فحركته فإذا هو ميت قال فمددت يديه ورجليه فإذا وجه ضاحك وقد ارتفع السواد وصار وجهه كالقمر وإذا بشاب قد أقبل من الباب فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعظم الله أجرنا في أخينا هاكم الكفن فكفنوه فيه فناولني ثوبين ما رأيت مثلهما ثم خرج فكفناه فيهما قال مالك فقبره يستسقى به وتطلب الحوائج إلى يومنا هذا .
حدثنا أحمد بن إسحاق قال سمعت عمر بن بحر الأسدي يقول سمعت محمد