[343] ولفظ الحديث في رواية أخرى لمسلم قال: ذكر عند عائشة قول ابن عمر: الميت يعذب ببكاء أهله عليه. فقالت: رحم الله أبا عبد الرحمن. سمع شيئا فلم يحفظه. إنما مرت على رسول الله (ص) جنازة يهودي وهم يبكون عليه، فقال: أنتم تبكون وإنه ليعذب (1). وفي رواية عن مالك بن أنس: ان عائشة ذكر لما أن عبد الله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي. فقالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ. إنما مر رسول الله (ص) على يهودية يبكى عليها. فقال: إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها (2). بسنده عن ابن عباس ما موجزه قال: لما أصيب الخليفة عمر جاء صهيب يقول: واأخاه ! واصاحباه ! فقال عمر: ألم تعلم، أو لم تسمع أن رسول الله (ص) قال: إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله. قال ابن عباس: فقمت فدخلت على عائشة، فحدثتها بما قال ابن عمر، فقالت: لا والله ! ما قال رسول الله (ص) قط: إن الميت يعذب ببكاء أحد، ولكنه قال: إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا وإن الله لهو أضحك وأبكى (3). ولا تزر ________________________________________ (1) صحيح مسلم ج 2 / 642 - 643، الحديث رقم 25. (2) صحيح مسلم ج 2 / 642 - 643 الحديث رقم 27. (3) (والله أضحك وأبكى): يعني أن العبرة لا يملكها ابن آدم، ولا تسبب له فيها. فكيف يعاقب عليها ؟ فضلا عن الميت. ________________________________________