[26] فمن وصيك ؟ قال: (من يفعل مثل هذه الذي فعلت)، ثم مد يده اليمنى حتى جازت سطوح المدينة وهو قائم، ثم طأطأ يده اليسرى فضرب بها الأرض من غير أن ينحني أو يتصعد فقلت في نفسي، من يرى وصيه ؟ فخرجت من عنده فلقيت الحسين عليه السلام وكنت عرفت نعته من الكتب السالفة بصفته وتسعة من ولده أوصياء بصفاتهم، غير أنى أنكرت حليته لصغر سنه، فدنوت منه وهو على كسرة رحبة المسجد فقلت له: من أنت يا سيدي ؟ قال: (أنا طلبتك يا ام سليم أنا وصى الاءوصيآء، وأنا أبو التسعة الاءئمة الهادية وأنا وصى أخى الحسن، وأخي وصى أبى على، وعلي وصى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله). فعجبت من قوله، فقلت: ما علامة ذلك ؟ فقال: (ايتيني بحصاة) فرفعت إليه حصاة من الأرض ؟ قالت ام سليم: فلقد نظرت إليه وقد وضعها بين كفيه فجعلها كهيئة السحيق من الدقيق، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء فختمها بخاتمه فثبت النقش فيها، ثم دفعها إلى وقال لي: (انظري فيها يا ام سليم، فهل ترين فيها شيئا) ؟. قالت ام سليم: فنظرت فإذا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى والحسن والحسين وتسعة أئمة صلوات الله عليهم أوصياء من ولد الحسين عليه السلام قد تواطئت أسماؤهم إلا اثنين منهم، أحدهما جعفر والاخر موسى، وهكذا قرأت في الانجيل. فعجبت وقلت في نفسي: قد أعطاني الله الدلائل ولم يعطها من كان قبلي، فقلت: يا سيدي أعد على علامة اخرى، قال: فتبسم وهو قاعد، ثم قام فمد يده اليمنى إلى السماء فوالله لكأنها عمود من نار تخرق الهواء حتى توارى عن عيني و هو قائم لا يعبأ بذلك ولا يتحفز، فأسقطت وصعقت، فما أفقت إلا ورأيت في يده ________________________________________