[27] طاقة من آس يضرب بها منخري. فقلت في نفسي: مااذا أقول له بعد هذا ؟ وقمت وأنا والله أجد إلى ساعتي رائحة هذه الطاقة من الاس، وهي والله عندي لم تذو ولم تذبل ولا انتقص من ريحها شئ، واوصيت أهلي أن يضعوها في كفني، فقلت: يا سيدي من وصيك ؟ قال: (من فعل مثل فعلي). قالت: فعشت إلى أيام على بن الحسين عليه السلام. قال زر بن حبيش خاصة دون غيره: وحدثني جماعة من التابعين سمعوا هذا الكلام من تمام حديثها، منهم مينا مولى عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن جبير مولى بني أسد سمعاها، تقول هذا. وحدثني سعيد بن المسيب المخزومي ببعضه عنها قالت: فجئت إلى على بن الحسين عليهم السلام وهو في منزل قائما يصلي، وكان يطول فيها ولا يتحوز فيها، و كان يصلى الف ركعة في اليوم والليلة، فجلست مليا فلم ينصرف من صلاته، فأردت القيام، فلما هممت به حانت مني التفاتة إلى خاتم في اصبعه عليه فص حبشي، فإذا هو مكتوب: مكانك يا ام سليم، آتيك بما جئت له. قالت: فأسرع في صلاته، فلما سلم قال لي: (يا ام سليم ايتيني بحصاة)، من غير أن أسأله عما جئت له، فدفعت إليه حصاة من الأرض، فأخذها فجعلها بين كفيه فجعلها كهيئة الدقيق، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء، ثم ختمها فثبت فيها النقش، فنظرت والله إلى القوم بأعيانهم كما كنت رأيتهم يوم الحسين، فقلت له: فمن وصيك جعلني الله فداك ؟ قال: (الذي يفعل مثل ما فعلت، ولا تدركين من بعدي مثلي). قالت ام سليم: فأنسيت أن أسأله أن يفعل مثل ما كان قبله من رسول الله و على والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما خرجت من البيت ومشيت شوطا ________________________________________