[541] وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول. واحد لا بعدد، دائم لا بأمد، قائم لا بعمد. ليس بجنس فتعادله الاجناس، ولا بشبح فتضارعه الاشباح، ليس لها محيص عن إدراكه لها، ولا خروج عن إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها. كفى بإتقان صنعه لها آية، وبتركيب خلقها عليه دلالة (9) وبحدوث ما فطر [ه] (10) على قدمه شهادة، فليس له حد منسوب، ولا مثل مضروب، ولا شئ هو عنده محجوب، تعالى عن ضرب الامثال والصفات المخلوقة علوا كبيرا. الباب (14) من تيسير المطالب - في ترتيب أمالي السيد أبي طالب - ص 134. ________________________________________ (9) وفي رواية الصدوق: " وبمركب الطبع عليها دلالة ". والضمير في قوله: " لها - و - عليها " راجع إلى الاجناس. (10) ما فطره: ما خلقه وأبدعه، أي ان مشاهدة الحدوث في مخلوقاته - أو اتصاف المخلوقات بالحدوث - شاهد وبرهان على قدم مبدعها وإلا يلزم أن لا يوجد حادث أبدا، والفرض انه وجدت حوادث ومخلوقات. ________________________________________