[65] ولا تستقص علينا في عدلك (48). إلهي خلقت لي جسما وجعلت لي فيه آلات أطيعك بها وأعصيك، وأغضبك بها وأرضيك، وجعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات، وأسكنتني دارا قد ملئت من الآفات، ثم قلت لي انزجر، فبك أنزجر، وبك أعتصم، وبك أستجير، وبك أحترز، وأستوفقك لما يرضيك (49) وأسألك يا مولاي فان سؤالي لا يحفيك (50). إلهي أدعوك دعاء ملح لا يمل دعاء مولاه، وأتضرع إليك تضرع من قد أقر على نفسه بالحجة في دعواه. إلهي لو عرفت اعتذارا من الذنب في التنصل أبلغ من الإعتراف به لأتيته، فهب لي ذنبي بالإعتراف، ولا تردني بالخيبة عند الإنصراف. إلهي سعت نفسي إليك لنفسي تستوهبها، (الهامش) (48) لعل المراد من الاستقصاء في العدل المداقة في جميع الأعمال، وعدم المسامحة والمعاملة فيها على وفق العفو والرحمة. (49) أي اطلب منك التوفيق إلى ما هو مرضي لك. (50) من قولهم: احفاه إحفاء: برح به في الإلحاح، أي أتبعه وآذاه اذى شديدا (*). ________________________________________