[66] وفتحت أفواه آمالها نحو نظرة منك لا تستوجبها، فهب لها ما سألت، وجد عليها بما طلبت، فإنك أكرم الإكرمين بتحقيق أمل الآملين. إلهي قد أصبت من الذنوب ما قد عرفت، وأسرفت على نفسي بما قد علمت، فاجعلني عبدا إما طائعا فأكرمته، وإما عاصيا فرحمته. إلهي كأني بنفسي قد أضجعت في حفرتها، وانصرف عنها المشيعون من جيرتها (51)، وبكى الغريب عليها لغربتها، وجاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها، وناديها من شفير القبر ذوو مودتها، ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها، ولم يخف على الناظرين إليها عند ذلك ضر فاقتها، ولا على من رآها قد توسدت الثرى عجز حيلتها، فقلت ملائكتي فريد نآى عنه الأقربون، ووحيد جفاه الأهلون، نزل بي قريبا وأصبح في اللحد غريبا، وقد كان لي في دار الدنيا داعيا ولنظري إليه في هذا اليوم راجيا، فتحسن عند ذلك ضيافتي، وتكون أرحم بي من أهلي وقرابتي. (الهامش) (51) كذا في البحار، وفي البلد الأمين المطبوع: (وانصرف عنها المتبعون من جيرتها) (*). ________________________________________