[19] الأربعة الخواص، إلا أنه هجر منذ ثلاث وهو لا يعلم، فقلت له: يا سيدي ما سبب هجره ؟ قال: إنه مقيم بجزيرة في البحر المحيط، ومنذ ثلاث ليالي أمطرت جزيرته حتى سالت أوديتها، فخطر في نفسه: لو كان هذا المطر في العمران. ثم استغفر الله تعالى، فهجر بسبب اعتراضه، فقلت له: أعلمته ؟ قال: لا إني استحييت منه، فقلت له لو أذنت لي لأعلمته، فقال: أو تفعل ذلك ؟ قلت: نعم، فقال: رنق فرنقت ثم سمعت صوتا: يا علي ارفع رأسك. فرفعت راسي من رنقي فإذا أنا بجزيرة في البحر المحيط فتحيرت في أمري وقمت أمشي فيها فإذا ذلك الرجل فسلمت عليه وأخبرته، فقال ناشدتك الله إلا فعلت ما أقول لك، قلت: نعم. قال. ضع خرقتي في عنقي واسحبني على وجهي وناد علي: هذا جزاء من تعرض على الله سبحانه. قال فوضعت الخرقة في عنقه وهممت بسحبه وإذا هاتف يقول: يا علي دعه فقد ضجت عليه ملائكة السماء باكية عليه وسائلة فيه وقد رضي الله عنه. قال: فأغمي علي ساعة ثم سرى عني وإذا أنا بين يدي خالي في خلوته والله ما أدري كيف ذهبت ولا كيف جئت [مرآة الجنان 3 ص 411] 6 - حكى الشيخ الصالح غانم بن يعلى التكريتي قال: سافرت مرة من اليمن في البحر المالح فلما توسطنا بحر الهند وغلب علينا الريح أخذتنا الأمواج من كل جانب وانكسرت بنا السفينة فنجوت على لوح منها فألقاني إلى جزيرة فطفت فيها فلم أر فيها أحدا وإذا هي كثيرة الخيرات رأيت فيها مسجدا فدخلته، فإذا فيه أربعة نفر فسلمت عليهم، فردوا علي السلام، وسألوني عن قصتي فأخبرتهم، وجلست عندهم بقية يومي ذلك، فرأيت من توجههم وحسن إقبالهم على الله تعالى أمرا عظيما، فلما كانت وقت العشاء دخل الشيخ حيوة الحراني، فقاموا يبادرون إلى السلام عليه، فتقدم وصلى بهم العشاء، ثم استرسلوا في الصلاة إلى طلوع الفجر، فسمعت الشيخ حيوة يناجي ويقول: إلهي لا أجد لي في سواك مطمعا [إلى آخر الدعاء] ثم قال: بكى بكاء شديدا، ورأيت الأنوار قد حفت بهم، وأضاء ذلك المكان كإضاءة القمر ليلة البدر ثم خرج الشيخ حيوة من المسجد وهو يقول: سير المحب إلى المحبوب إعجال * والقلب فيه من الأحوال بلبال أطوي المحانة من قفر على قدم * إليك يدفعني سهل وأجبال ________________________________________