[18] فمشينا دون العشر خطأ فإذا نحن عند المغارة وهي مسير إلى ما بعد الظهر قال: فسلمنا على الشيخ وصلينا عنده وتحدثنا عنده فلما ذهب ثلث الليل قال لي: تحب أن تجلس ههنا أو ترجع إلى بيتك ؟ فقلت: أرجع فأخذ بيدي وسمى ببسم الله ومشينا نحو العشر خطأ فإذا نحن على باب صيدا فتكلم بشئ فانفتح الباب ودخلت ثم عاد الباب. [تاريخ ابن عساكر 1 ص 443] 4 - كان ببغداد رجل من التجار قال: إني صليت يوما الجمعة وخرجت فرأيت بشر الحافي يخرج من المسجد مسرعا فقلت في نفسي: انظر إلى هذا الرجل الموصوف بالزهد لا يستقر في المسجد ثم إنني اتبعته فرأيته تقدم إلى الخباز واشترى بدرهم خبزا فقلت: انظر إلى الرجل يشتري خبزا، ثم اشترى شواء بدرهم فازددت عليه غيظا، ثم تقدم إلى الحلوائي فاشترى فالوذجا فقلت: والله لا أتركه حتى يجلس ويأكل ثم إنه خرج إلى الصحراء فقلت: إنه يريد الخضرة، فما زال يمشي إلى العصر وأنا أمشي خلفه، فدخل قرية وفي القرية مسجد وفيه رجل مريض فجلس عند رأسه وجعل يلقمه فقمت لأنظر في القرية وبقيت ساعة ثم رجعت فقلت للعليل: أين بشر ؟ فقال: ذهب إلى بغداد، فقلت: كم بيني وبين بغداد ؟ قال: أربعون فرسخا، فقلت. إنا لله و إنا إليه راجعون، أيش عملت في نفسي ؟ وليس معي ما أكتري ولا أقدر على المشي، فقال لي: اجلس حتى يرجع فجلست إلى الجمعة القابلة فجاء بشر في ذلك الوقت ومعه شئ فأعطاه إلى المريض فأكله فقال له العليل: يا أبا نصر هذا الرجل صحبك من بغداد وبقي عندي منذ الجمعة فرده إلى موضعه، فنظر إلي كالمغضب وقال: لم صحبتني ؟ فقلت: أخطأت، فقال: قم فامش فمشيت معه إلى قرب المغرب فلما قربنا قال: أين محلتك من بغداد ؟ فقلت: في موضع كذا قال: إذهب ولا تعد. [تاريخ ابن عساكر 3 ص 236] 5 - قال الشيخ الجليل أبو الحسن علي: كنت يوما جالسا عند باب خلوة خالي الشيخ أحمد [الرفاعي المتوفى 587] رضي الله عنه وليس فيها غيره وسمعت عنده حسا فنظرت فإذا عنده رجل ما رأيته قبل فتحدثا طويلا ثم خرج الرجل من كوة في حائط الخلوة ومر في الهوى كالبرق الخاطف فدخلت على خالي وقلت له: من الرجل ؟ فقال: أو رأيته ؟ قلت: نعم، قال: هو الرجل الذي يحفظ الله به قطر البحر المحيط، وهو أحد ________________________________________