[17] 150 ميلا في الساعة الواحدة، وتحارب البعض منها في ارتفاع بلغ 22000 قدما (1) ومن الممكن أن يكشف لنا العلم في مستقبله ما هو أسرع سيرا من هاتيك كلها. إذن فأي وازع من أن يكون من عاديات الولي مهما أراد التمكن من أمثال هذا السير ؟ ! وما ذلك على الله بعزيز. على أنا لا نساوي مولانا أمير المؤمنين ومن جرى مجراه من أئمة الهدى عليهم السلام بغيرهم من أفراد الرعية، ولا بأحد من أولياء الله المقربين ولا بأحد من حملة العلم والمكتشفين، فنجوز فيهم صدور المعجز متى اقتضته المصلحة، بل: هو من واجب مقامهم. وإن تعجب فعجب أن فئتا ممن ران على قلوبهم ما كانوا يعملون تحاول دحض هذه المكرمة في مولانا أمير المؤمنين وهم يخضعون لمثلها في غيره ممن هو دونه من دون أي غمز ونكير 1 - روى الحافظ ابن عساكر في تاريخه 4 ص 33 عن السري بن يحيى قال: كان حبيب بن محمد العجمي البصري يرى يوم التروية بالبصرة ويوم عرفة بعرفات. 2 - قال الحافظ ابن كثير في تاريخه 13 ص 94: ذكروا أن الشيخ عبد الله اليونيني المتوفى 617 كان يحج في بعض السنين في الهواء، وقد وقع هذا لطائفة كبيرة من الزهاد وصالحي العباد ولم يبلغنا هذا عن أحد من أكابر العلماء وأول من يذكر عنه هذا: حبيب العجمي، وكان من أصحاب الحسن البصري ثم من بعده من الصالحين. 3 - كان أحمد بن محمد أبو بكر الغساني الصيداوي المتوفى 371 ينام بعد ما صلى العصر إلى ما قبل صلاة المغرب، فجاءه رجل ذات يوم يزوره بعد العصر فغفل فتحدث معه وترك عادة النوم فلما انصرف سأله الخادم عنه فقال: هذا عريف الأبدال يزورني في السنة مرة. قال: فلم أزل أرصده إلى مثل ذلك الوقت حتى جاء الرجل فوقفت حتى فرغ من حديثه ثم سأله الشيخ أين تريد ؟ فقال: أزور أبا محمد الضرير في مغار، قال الخادم: فسألته أن يأخذني معه فقال: بسم الله، فمضيت معه فخرجنا حتى صرنا عند قناطر الماء فأذن المؤذن المغرب قال: ثم أخذ بيدي وقال: قل: بسم الله، قال: ________________________________________ (1) بسائط الطيران ص 82، 118. ________________________________________