[198] يكتبه. وأنا أقول لا مجال لهذا الشك بعد ثبوته برواية أهل الحديث والتاريخ والتفسير. ولابد من التسليم به بعد ان كان متواتر النقل أوفي حكم المتواتر. وأما ما ذكرت من سبب الطعن فيه ففيه كثير من فضول القول فيما يتعلق باحتمال انه كان قرآنا فانه ليس مجال لهذا الاحتمال ولا يتصوره أحد بل هو كتاب أراد أن يسجله للمسلمين لئلا يضلوا بعده فأبوا لانفسهم هذه النعمة. وكونه باردة لم يسبق لها مثيل منه (ص) فهو صحيح ولكن لا يوجب ذلك انكارا للحديث وهل تعجب من النبي ان يصنع شيئا لم يسبق له نظير لا سيما وانها بادرة تقع في اخريات ايامه قصد بها ان يفارق امته عن شئ يسد عليهم باب الخلاف والضلال. ان النبي اعظم من ان تستكثر عليه مثل هذه البادرة. واما قولك: " ثم من هو عمر هذا الذي يأمر وينهي ولا يستطيع احد مخالفته " فهذا صحيح ولكن عمر لم يمنعه بقوة سيف أو سيطرة على المسلمين أو على النبي وانما منعه لانه القى شبهة تثير الخلاف مدى الدهر وهي ان النبي كان يهجر أو غلبه الوجع ما شئت فعبر، وأقل الناس يستطيع ان يصنع ذلك لاسيما إذا وجد أعوانا وانصارا وبالفعل قد وجد عمر اولئك الاعوان إذ رأينا المسلمين الحاضرين قد اختلفوا على فرقتين، فبطل مفعول الكتاب الذي كان المقصود منه أن لا يضلوا بعده أبدا كيف وقد صار هو نفسه موضوعا للنزاع والجدال والنبي حاضر بينهم وامام عينيه حتى أغضبوه وقال: " " قوموا عني ولا ينبغي عند نبي نزاع ". ولا يريد النبي أن ينفذ مثل هذا بقوة السيف أو العشيرة فان طبيعة الموضوع تأبى ذلك لان هذا يزيد في الخلاف ويعقده. ________________________________________