[197] الغدير سلموا عليه بأمرة المؤمنين. نعم إذا انكرنا تلك النصوص جملة وتصورنا أن النبي أراد البيعة لابن عمه سرا فدبر ذلك التدبير الخفي لابعاد خصومه فلا نتصور النبي حينئذ - وحاشاه - إلا جبانا ضعيفا يريد أن يخاتل المسلمين في ابن عمه. ولكن - يا أخي - كل هذا التدبير إنما يكون مقبولا حكيما إذا كان قد وقع بعدما اعلن أمر ابن عمه فلم تنفع معهم كل تلك التوصيات وعلم اصرارهم على المخالفة فأرسل هذا البعث، وإن لم ينفذوه فقد أقام به الحجة البالغة عليهم، والا فلماذا خالفوا أمره فيه ولماذا تباطؤا واعترضوا على تأمير اسامة ؟ وقد بسطنا كل ذلك في كتاب السقيفة. ولا يشك التاريخ في وقوع البعث ولا في تأخر المبعوثين عن تنفيذه ولا في تألم النبي منهم وغضبه عليهم واصراره عليه مرة اخرى. ولا يصح تفسير ذلك بغير ما ذكرنا إلا إذا كنا ننكر النصوص على علي جملة، فهذا أمر آخر ولا كلام لنا مع هذا المنكر فان مثله لا يستطيع أن ؟ تسيغ هذا التفسير قطعا. أما تقديرك أن جيش اسامة هذا لو رجع بعد ان يفتح وقد وجد الامر قد تم لعلي قد ينتقض فيحارب من في المدينة، فهذا احتمال من الجائز أن يقع وأن لا يقع، ولكن لو وقع منهم فانهم يكونون كأهل الردة الخارجين على امام زمانهم يحاربون وتكون الحجة عليهم لاسيما مع سبق النصوص وبيعتهم لعلي يوم الغدير ولم يبق مجال للتأويل أو تجاهل النص على علي بعد تمام البيعة له. في البحث الخامس انك تشك في صحة حديث الكتاب الذي أراد النبي أن ________________________________________