[188] شرط الشيخين مسلم والبخاري كما نقلت لك عن مستدرك الحاكم وكنز العمال. 3 - وأما حديثكم عن تدوين الحديث عامة كالقرآن، فأن صريح القول فيه عندي الذي ادين به ربي ولا اغالط نفسي انه ثبت من طرق الطرفين الصحيحة (1) التي لا ريب فيها ان نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا. ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ". فقد قرن الهداية (ابدا) بالتمسك بهما معا لا بالتمسك بواحد منهما فكل حديث لا يرجع إلى الثقل الثاني لا أجد مجالا للتمسك به إلا إذا كنت لا أفهم الكلام العربي المبين أو أغالط نفسي. دقق النظر - يا أخي - في هذا الحديث الجليل تجد ما يدهشك في مبناه ومعناه، فما أبعد المرمى في قوله: " لن تضلوا بعدي ابدا " ولكن بشرط إذا تمسكنا بهما (بهما) لا بواحد منهما فقط. وما أوضح المعنى في قوله: " لن يفترقا " فمن فرق بينهما أيجد الهداية ياترى ؟ وعلى هذا نستطيع أن نتنبه لماذا لم يأمر (ص) بتدوين الحديث كالقرآن فقد كفاه انه (ترك) لنا الثقل الثاني الذي هو عدل القرآن ________________________________________ (1) ومسلم قد رواه في صحيحة في فضائل علي من عدة طرق إذا كنت لا تصدق إلا بمسلم والبخاري. أما البخاري فلم يروه ولكن الحاكم استدركه عليه (3: 109). ________________________________________