[189] الكريم حسب تعبيره وأمر بالتمسك به مقرونا بالتمسك بالثقل الاول (القرآن)، فهو الذيكفل لنا دين النبي وقوانينه من وقوع الضلال فيها أبدا (أبدا) ما إن تمسكنا به مع القرآن، وهو الذي يبين لنا كل ما أجمل في القرآن وما نزل من أحكام وما جاء من قوانين لا (الحديث). ولا يبقى بعد هذا مجال لمن قال أو يقول: " حسبنا كتاب الله " فانه لو كان (حسبنا) وفيه الكفاية لما قرنه النبي بعدله الثقل الثاني. أليس كذلك يا قرة عيني ؟ واستطيع ان اخلص من هذا الكلام إلى موافقتك (موافقتك أنت) انه لا يصح الاعتماد على (الحديث) لانه ليس بعدل للقرآن وإلا لو كان الحديث المعمول به عند الناس طريقا إلى اثبات الوحي الالهي لكان النبي يأمر - كما قلت - بتدوينه كما أمر بتدوين القرآن. بل ازيدك بأنه لم يقرن (ص) الحديث بالقرآن ولم تأت بذلك رواية معتبرة ولا آية، بل اكثر من ذلك قد اخبر عن كثرة الكذابين عليه بعده وحذرنا منهم، ولم يرو عنه انه شجع على الحديث عنه. وهنا اعيد كلامك السديد فأقول معك: " أفيمكن ان يبني دين موحد على الحديث يصدقه اناس ويكذبه آخرون ". إذن فليسقط (الحديث) من اعتبارنا جملة، ولكنا إنما نستدل به لنتخذه حجة على من يراه حجة عنده من باب الزام الخصم بما يعترف به، فان تنازل الخصم عن حجية الحديث وانكره جملة، قلنا له: بماذا تثبت تفاصيل الاحكام وخصوصياتها فان القرآن فيه المجمل والمبين والمتشابه والمحكم والعام والخاص والناسخ والمنسوخ وليس فيه تفاصيل الاحكام ________________________________________