[18] بالغموض والشك عن الباحثين المنصفين. ذلك كثرة ما لفقه الوضاعون والدساسون في القرون الاولى من الهجرة، لاسيما القرن الاول فاشاحوا بوجه الحقائق وقلبوها رأسا لعقب. وليس أدل على ذلك من التناقص والاضطراب الموجود في اكثر احاديث الوقائع التاريخية، فضلا عن الاحكام الشرعية، ما عدا الاختلاف في خصوصيات الحوادث والاحكام مما يذهب بالاطمئنان إلى كل حديث. ولا اظن ناظرا في التاريخ لا يصطدم بهذه الحقيقة المرة. ولا يمكن ان يحمل كل ذلك على الغلط في النقل والغفلة في ارواية. ولنعتبر بأهم حادثة يجب اتقانها عادة، مثل يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، فانك تعلم كيف وقع الاختلاف في تعيين اليوم من الشهر بل في تعيين الشهر. وهذا أمر شهده جميع المسلمين وهزهم هزا عنيفا فلا يمكن ان يفرض فيه النسيان أو الغفلة. فماذا ننتظر بعد هذا من تاريخ حروبه واحواله، ومن نقل اقواله واحاديثه لاسيما فيما يتعلق بالشئون التي اختلف فيها المسلمون فتحاربوا عليها، أو تشاتموا لاجلها فكفر بعضهم بعضا. ولعل اسباب الوضع ثلاثة اشياء: 1 - حب تأييد النزاعات والعقائد، فيغري على الكذب ولعل ذلك يخدعه بأن الرأي الذي يعتقده حقا يسوغ له الوضع، مادام الموضوع في اعتقاده هو أو شبيه به. ________________________________________