[444] مقدمة قال النبي (ص): إذا ظهرت البدع في امتى فليظهر العالم علمه وإلا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعون، وخطب أمير المؤمنين " ع " فحمد الله واثنى عليه وقال: أما بعد، فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي، ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك، وانهم لما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا بالمعروف، ولنهوا عن المنكر، اعلموا إن الامر بالمعروف والنهى عن لمنكر لن يقربا أجلا، ولن يقطعا رزقا، ان الامر ينزل من السماء الى الارض كقطر المطر الى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان. وروى الكليني عن الصادق " ع ": إن الله بعث ملكين الى اهل مدينة ليقبلها على اهلها فلما انتهيا الى المدينة وجدار جلا يدعو الله ويتضرع، فقال احد الملكين لصاحبه أما ترى هذا الداعي ؟ فقال: قد رأيته ولكن امض لما أمر به ربى فقال: لا احدث شيئا حتى اراجع ربى فعاد الى الله تبارك وتعالى فقال: يا رب انى انتهيت الى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك، ويتضرع اليك فقال: امض لما امرتك به فان ذا رجل لم يتمغر وجهه غيظا لى قط. وعن الرضا " ع " قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا امتى تواكلت الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فليأذنوا بواقع من الله تعالى (بيان) تواكلت: أي اتكل كل واحد على الاخر ووكل الامر إليه، والوقاع: النازلة الشديدة أو الحرب. وروى عن أبى عبد الله " ع " قال: كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بنى اسرائيل فبينا هو يصلى وهو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيين قد أخذا ديكا وهما ينتفان ريشه فأقبل على ما هو فيه من العبادة ولم ينههما عن ذلك، فأوحى الله الى الارض ان سيخى بعبدي فساخت به الارض فهو يهوى في الدرك دون ابد الابدين ودهر الداهرين. وعنه " ع " قال: قال النبي (ص): كيف بكم إذا أفسدت نساؤكم، وفسق شبانكم ولم تأمروا بالمعروف ول تنهو عن المنكر، فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله ؟ فقال نعم، وشر من ذلك فكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف، فقيل يا رسول الله ويكون ذلك ؟ قال: نعم وشر من ذلك فكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا ________________________________________