[442] أو فتورا أو سآمة سوى هذا الكتاب، فإن فيه بدايع لا تمل الى يوم القيامة. قال رسول الله (ص): ان القلوب لتصدا كما يصدا الحديد قيل: يا رسول الله فما جلاؤها ؟ قال: قراءة القرآن وذكر الموت، اقرؤا القرآن أو ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، من قرأ سورة (الواقعة) كل ليلة لم تصبه فاقة، وخطب وقال (ص): لا خير في العيش إلا لعالم ناطق أو مستمع واع، أيها الناس: انكم في زمان هدنة، وان السير بكل موعود، فقال له المقداد يا نبى الله وما الهدنة ؟ فقال دار بلاء وانقطاع، فإذا التبست عليكم الامور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع، وشاهد صدق، من جعله أمامه قاده الى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه الى النار، وهو أوضح دليل الى خير سبيل، ظاهره حكم، وباطنه علم، لا تحصى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، وهو حبل الله المتنى، وصراطه المستقيم، من قال به صدق، ومن حكم بن عدل، ومن عمل به فاز، فإن المؤمن الذى يقرأ القرآن كالاترجمة طعمها طيب وريحها طيب، وان الكافر كالحنظلة طعمها مر، ورائحتها كريهة (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا). وقال صلى الله عليه وسلم: القرآن على خمسة: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وامثال فاعلموا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالامثال، وما امن بالقرآن من استحل محارمه، وشر الناس من يقرأ القرآن ولا يرعى ما فيه. أقول: وللسلف عادات مختلفة في المدة الذى يختمون القرآن فمنهم من يختم القرآن في كل عشر ليال ختمة، وآخرون في كل ثلاث ختمة، منهم على بن موسى الرضا " ع " ويقول: لو أردت ان اختمته في اقل من ثلاث لختمت ولكن ما مررت قط بآية إلا فكرت فيها، وفى أي شئ نزلت، وفى أي وقعت نزلت، وكان كثيرون يختمون القرآن في كل يوم ختمة منهم حبيب بن مظاهر الاسدي (رض)، وقف الحسين " ع " وقال: لله درك يا حبيب لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة. ________________________________________