[238] يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) فأوحى الله تلك الليلة الى جبرئيل وميكائيل إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الاخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فأختار كل منهما الحياة فأوحى الله اليهما إلا كنتما كوليي علي آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة أهبطا الى الارض فأحفظاه من عدوه فنزل جبرئيل عند رأس أمير المؤمنين (ع) وميكائيل عند رجليه فقال جبرئيل: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب فقد باهى الله بك ملائكته ويقول الكعبي: ومواقف لك دون أحمد جازوت * بمقامك والتعريف والتحديدا فعلى الفراش مبيت ليلك والعدى * تهدى اليك بوارقا ورعودا فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما * يهدي القراع لسمعك التغريدا فكفيت ليلته وقمت معارضا * للنفس لا فشلا ولا رعديدا واستصحبوا فروا دون مرادهم * جبلا أشم وفارسا صنديدا رصدوا الصياح لينفقوا اكنز الهدى * أو مادر واكنز الهدى مرصودا ولقد عجبت في تلك الليلة ملائكة السماوات من موساة علي (ع) بالنسبة الى رسول الله (ص) ولم يروا مثل تلك المواساة من أخ بالنسبة الى أخيه بل ولا من عبد بالنسبة الى مولاه إلا يوم عاشوراء حين أخذ العباس اللواء وجاء الى أخيه الحسين (ع) وقال: يا أخاه الح، كما في زيارته: أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة. المجلس التاسع ولرسول الله (ص) من البنات أربعة وهن: زينب، وام كلثوم، ورقية والصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام، وكان (ص) قد زوج عتبة بن أبي لهب إحدى أبنتيه رقية أو ام كلثوم قبل أن يبعث، فلما أنزل عليه الوحي وبارى قومه بأمر الله باعدوه فقال بعضهم لبعض: إنكم قد فرغتم محمدا من همه أخذتم عنه بناته وأخرجتموهن من عياله فردوا عليه بناته وشغلوه بهن، فمشوا الى أبي العاص فقالوا ________________________________________