[237] والحاصل دعا رسول الله (ص) عليا (ع) وقال له: إن الله تعالى أوحى الي إن أهجر دار قومي وأن أنطلق الى غار ثور، وإنه آمرك بالمبيت على فراشي وأن يلقى شبهي عليك أو تسلم بمبيتي هناك قال (ص): نعم فتبسم (ع) ضاحكا وأهوى الى الارض ساجدا، فكان أول من سجد لله شكرا أو أول من وضع وجهه على الارض بعد سجدته فلما رفع رأسه قال له: امض لما أمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي وأنشأ يقول: وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الاله من المكر فبات رسول الله في الغار آمنا * موفي وفي حفظ الاله وفي سر وبت اراعهم وما يثبتونني * فقد وطنت نفسي على القتل والاسر أردت به نصر الاله تبتلا * وأضمرته حتى أوسد في قبري قال صلى الله عليه وآله وسلم له: فأرقد على فراشي واشتمل بردي ثم إني أخبرك يا علي إن الله امتحن اوليائه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل فقد أمتحنك الله يا بن ام، وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله ابراهيم والذبيح إسماعيل فصبرا صبرا، فإن رحمة الله قريبة من المحسنين أقول: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي (ع): يا بن أم على طريق الشفقة والعطوفة لان دأب العرب إنهم يذكرون الام في وقت الشفقة، وإذا أصابتهم مصيبة كما إن هارون قال لاخيه موسى يا بن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، وكما قال علي (ع) للنبي (ص) يوم أخرجوه الى المسجد: يا بن أمي إن القوم أستضعفوني وكادوا يقتلونني وكما قالت الحوراء زينب لاخيها: يا بن أمي لقد كللت عن المدافعة الخ ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضمه الى صدره وجعل يوصيه ثم خرج بات أبو الحسن في فراش خاتم النبيين ووقاه بنفسه شر المشركين كما في زيارته: السلام عليك يا من بات على فراش خاتم الانبياء ووقاه بنفسه شر الاعداء وفي زيارته الاخرى أشبهت في البيات على فراش الذبيح (ع) إذ أجبت كما أجاب وأطعت كما أطاع إسماعيل (ع) صابرا محتسبا (إذ قال له يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك فأنظر ماذا ترى قال: يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين) وكذلك انت لما أباتك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمرك إن تضجع في مرقده واقيا له بنفسك أسرعت الى اجابته مطيعا ولنفسك على القتل موطنا فشكر الله طاعتك وأبان جميل فعلك بقوله جل ذكره (ومن الناس من ________________________________________