[235] الى فاطمة فإنها غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش، ولا يلطمن خدها ولا يصحن في وجهها ولا يرينها مكروها. أقول: يعز على خديجة لو كانت حاضرة حين لطمها فلان حتى أثرت اللطمة في خدها وتناثر قرطيها. وأما الوصية الثالثة فأني أقولها لابنتي فاطمة وهي تقول لك فأني مستحية منك يا رسول الله فقام النبي وخرج من الحجرة فدعت بفاطمة وقالت يا حبيبتي وقرة عيني قولي لابيك إن امي تقول: أنا خائفة من القبر أريد منك ردائك الذي تلبسه حين نزول الوحي تكفنني فيه فخرجت فاطمة وقالت لابيها: ما قالت أمها خديجة فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسلم الرداء الى فاطمة وجائت به الى امها فسرت به سرورا عظيما فلما توفيت خديجة أخذ رسول الله في تجهيزها وغسلها وحنطها فلما أراد أن يكفنها هبط الامين جبرئيل وقال يا رسول الله إن الله يقرأك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك: يا محمد إن كفن خديجة وهو من اكفان الجنة أهدى الله إليها فكفنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بردائه الشريف أولا وبما جاء به جبرئيل ثانيا فكان له كفنان: كفن من الله وكفن من رسول الله. أقول: الم يبذل الحسين جميع ماله وعياله وأولاده في سبيل الله بقيت جنازته ثلاثة أيام بلا غسل ولا كفن دفنت (ره) بالحجون ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قبرها ولم يكن يومئذ سنة الجنايز والصلاة عليها ومنزلها يعرف بها اليوم اشتراه معاوية فيا ذكر فجعله مسجدا يصلي فيه وبناه على الذي هو عليه اليوم. ولما توفيت خديجة جعلت فاطمة تلوذ بأبيها وتقول: أين أمي حتى قالت يوما يا أبة ما أتغذى ولا أتعشى حتى أعلم أين أمي فجعل لا يجيبها لانه ما يدري ما يجيبها فنزل جبرئيل وقال: إن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها امك في بيت من قصب كعابه من ذهب وعمده من ياقوت أحمر بين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران فقالت فاطمة: إن الله هو السلام ومنه السلام واليه السلام وكان الله قد عزاها وعزاها جبرئيل بأمها ولكن لما توفي أبوها هل عزاها أحد ؟ نعم هجموا على باب دارها وأحرقوا الباب الخ. ________________________________________