[234] تبارك وتعالى بارك في الودود الولود وإن خديجة ولدت مني طاهرا وقاسما وفاطمة ورقية وام كلثوم وزينب، وانت ممن اعقم اله رحمها فلم تلدين شيئا وكانت عائشة تذكرها بالتحقير من شدة عداوتها إليها حتى تسميه خديجة بالتصغير دخلت اخت خديجة على رسول الله (ص) ولما استأذنت وسمع النبي باسم خديجة سر سرورا عظيما فحسدت عائشة وقالت: مالك تكثر ذكر خديجة وتسر بأسمها وهي عجوز حمراء الشدقين قد هلكت وإن الله قد أعطاك ورزقك أحسن منها وكأنها أرادت بذلك نفسها فقال (ص): لا والله ما رزقت أحسن منها ولقد آمنت حين كذبوني وأنفقت مالها حين بخلو عني. وكان (ص) في زمان حياتها إذا غلب عليه الحزن نظر الى وجه خديجة، ويسر بذلك كما إنه يسر بمجرد سماع اسمها وكان أيضا إذا أشتد حزنه نظر الى فاطمة ويسر سرورا عظيما. ولما توفيت خديجة أغتم رسول الله وجلس في البيت ثم هاجر الى الطائف ولما مرضت خديجة المرضة التي توفيت فيها حضرتها أسماء بنت عميس قالت أسماء: حضرت وفاة خديجة فبكت فقلت: أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي (ص) مبشرة على لسانه الجنة ؟ فقالت: ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها، وفاطمة حديثة عهد بصبي وأخاف أن لا يكون لها من يتولى أمرها، فقلت: يا سيدتي لك عهد الله إن بقيت الى ذلك الوقت إن أقوم مقامك في هذا الامر فلما كانت ليلة زفاف فاطمة جاء النبي (ص) وأمر النساء فخرجن فقالت أسماء: فبقيت أنا فلما رأى رسول الله سوادي قال: من أنت فقلت أسماء بنت عميس. فقال: الم أمرك أن تخرجي فقلت بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي وما قصدت خلافك ولكني أعطيت خديجة عهدا هكذا فبكى رسول الله (ص) وقال: بالله لهذا وقفت فقلت نعم والله فدعا لي، يعز على خديجة لو كانت حاضرة وتسمع أنين قرة عينها فاطمة بين الحائط والباب حين عصروها وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها، وسودوا متنها، ولطموا خدها ولما أشتد مرضها قالت: يا رسول الله أسمع وصاياي أولا فأني قاصرة في حقك فأعفني يا رسول الله (ص) قال رسول الله: حاشا وكلا ما رأيت منك تقصيرا فقد بلغت جهدك وتعبت في داري غاية التعب ولقت بذلك أموالك وصرفت في سبيل الله جميع مالك قالت: يا رسول الله الوصية الثانية أوصيك بهذه وأشارت ________________________________________