[226] ذكره وأمتد بها صوته، ارسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلاقية، أظهر به الشرايع المجهولة، وقمع بها البدع المدخولة، وبين به الاحكام المفصولة فمن يبتغ غير الاسلام دينا تتحقق شقوته وتنفصم عروته، وتعظم كبوته، ويكن ما به الى الحزن الطويل والعذاب الوبيل: الم تر إن الله أرسل عبده * ببرهانه والله أعلا وأمجد وشق له من اسمه ليحله * فذو العرش محمود وهذا محمد نبي أتانا بعد يأس وفترة * من الرسل والاوثان في الارض تعبد تعاليت رب العرش من كل فاحش * فأياك نستهدي وإياك نعبد ولما بلغ عمره الشريف الى سبع وثلاثين سنة كان يرى في نومه كأن آتيا يأتيه فيقول: يا رسول الله (ص) والنبي في غاية الخضوع والخشوع لله تعالى منكر ذلك في نفسه فلما طال عليه الامر كان يوما بين الجبال يرعى غنما لابي طالب فنظر الى شخص كبير الجثة، عظيم الخلقة وهو يقول: يا رسول الله (ص) فقال له: من أنت ؟ قال: أنا جبرئيل أرسلني الله اليك ليتخذك رسولا، وكان جبرئيل يعلمه الشئ بعد الشئ حتى تم له أربعون سنة فنزل عليه جبرئيل في صورته الاصلية بين جبال مكة فقال (ص) من أنت يرحمك الله فلم أر شيئا أعظم منك خلقا وأحسن منك وجها قال: أنا روح الامين المنزل على جميع النبيين والمرسلين أقرأ يا محمد قال: لست بقاري فغمزه جبرئيل غمزا شديدا وقال: أقرأ يا محمد قال: وما أقرأ ولست بقاري فغمزه مرة أخرى كاد النبي (ص) أن يغشى عليه، وقال: أقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم) ثم قرأ عليه الايات وبلغه جميع ما أمر الله به قال (ص): فحفظتها باجمعها ووجدتها في قلبي كالنقش في الحجر، ثم عرج الى السماء ونزل عليه يوم الثاني مع ميكائيل ومع كل واحد منهما سبعون الف ملك وأتى بكرسي من الياقوت قوائمه من الزبرجد الاخضر، والدر الابيض والنبي (ص) على جبل بمكة نائم وعن جانبيه علي (ع) وجعفر فلم ينبهاه أعظاما له فقال ميكائيل: الى أيهما بعثت ؟ قال: الى الاوسط فلما أنتبه أدى جبرئيل الرسالة عن الله ثم أخذ بيده وأجلسه على الكرسي ووضع تاجا على رأسه وأعطى لواء الحمد بيده وقال: أصعد وأحمد الله فصعد وحمد الله بما يستحق له فصعد جبرئيل الى السماء ونزل النبي عن الكرسي وكان كل ________________________________________