[225] في البوادي والجبال، ونزهتهم في الاحجار التي لم تكن فيها نبات ولا مياه بل وفيها العقارب والحيات، ومغارة للموذيات والحشرات، مائهم الامطار التي تجمع في الغدران والابار وتكدرها الرياح والاوساخ ومأكلهم الطعام الغليظ، وهو كلما يدب في الارض من الحشرات وشغلهم ليس إلا الحرب والنهب والغارة وسفك الدماء، وقس على هذا مما لا يوصف حتى بعث محمدا (ص) بالرسالة فطابت مآكلهم ومشاربهم وأحوالهم فابلدهم الله بذلك البراري والجبال الريف ولين المهاد من أراضي العراق والشامات ومصر التي جعل الله فيها الزروع والاشجار والثمار والنبات والرياحين والاوراد ما لا تحصى، وأبدلهم بعبادة الاصنام عبادة من يستحق العبادة وهو رب بيت الحرام وكسر منهم الاصنام، وطهر منهم الاجساد وأزال الكفر والنفاق عن قلوبهم والاوساخ، والارجاس عن وجوههم فأنجاهم من النار ومن غضب الجبار ولله در القائل وهو عبد الباقي العمري: وقد ما بنورك لما أضاء * رأت ظلمة العدم الانجلاء فمن فضل ضوئك كان الضياء * لقد رمقت بك عين العماء وفي غير نورك لم ترمق أضاء سناك لها مبرقا * وقابل مراتها مشرقا الى ان أشاع لها رونقا * فكنت لمرآتها زيبقا وصفوا المرايا من الزيبق بك الارض مدت ليوم الورود * واضحت عليها الرواسي ركود وسقف السماء شيد لا في عمود * فلولاك لا نظم هذا الوجود من العدم المحض في مطبق ولولاك ما كان خلق يعود * لذات النعيم وذات الخلود ولا بهما ذاق طعم الوجود * ولا شم رائحة للوجود وجود بعرنين مستنشق وفي نهج البلاغد قال علي (ع) في مبعث رسول الله (ص): بعثه بالنور المضئ والبرهان الجلي، والمنهاج البادي، والكتاب الهادي، أسرته خير أسرة وشجرته خير شجرة، أغصانها معتدلة، وثمارها متهدلة، مولده بمكة وهجرته بطيبة، علابها ________________________________________