[189] داخل في الاشياء لا كشئ في شئ، داخل وخارج منها لا كشئ من شئ خارج فخر ذعلب مغشيا عليه ثم قال: تا لله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لاعدت الى مثلها ثم قال (ع): سلوني قبل أن تفقدوني فقام إليه الاشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث عليهم نبي ؟ فقال (ع) بلى يا أشعث قد أنزل الله عليهم كتابا وبعث إليهم نبيا، وكان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بأبنته الى فراشه فأرتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه فأجتمعوا الى بابه فقالوا: أيها الملك دنست علينا ديننا فأهلكته فأخرج نطهرك ونقم عليك الحد. فقال: إجتمعوا وأسمعوا كلامي فإن يكن لي مخرجا مما أرتكبت وإلا فشأنكم فأجتمعوا فقال لهم: هل علمتم إن الله عز وجل لم يخلق خلقا أكرم من أبينا آدم وأمنا حواء ؟ قالوا: صدقت أيها الملك. قال: أفليس قد زوج بنيه من بناته وبناته من بنيه ؟ قالوا: صدقت هذا هو الدين فتعاقدوا على ذلك فمحى الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب، والمنافقين أشد حالا منهم. فقال الاشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لا عدت الى مثلها أبدا ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكيا على عكازه فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال: يا أمير المؤمنين دلني على عمل إذا أنا عملته نجاني الله من النار. فقال (ع) له: أسمع بهذا ثم أفهم ثم أستيقن قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله عز وجل، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني، ولم يصبر الفقير فعنده الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون الله إن الدار قد رجعت الى بدءها أي الكفر بعد الايمان أيها السائل فلا تغترة بكثرة المساجد، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى، أيها الناس. الناس ثلاثة: زاهد، وراغب، وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا إذا أتاه، ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام قال: يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال: ينظر الى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر الى ما خالفه فيتبرء منه وإن كان حبيبا قريبا قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين ثم غاب الرجل فلم نره وطلبه الناس فم يجدوه فتبسم علي (ع) على المنبر ثم قال: ما لكم هذا أخي الخضر (ع) ثم قال (ع): ________________________________________