[188] المجلس الواحد والستون روى الصدوق في الامالي عن الاصبغ بن نباتة قال: لما جلس علي (ع) في الخلافة وبايعه الناس خرج الى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابسا بردة رسول الله متنعلا نعل رسول الله، متقلدا سيف رسول الله فصعد المنبر فجلس عليه متكئا ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله، هذا ما زقني رسول الله زقا، سلوني فإن عندي علم الاولين والاخرين، أما لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لافتيت أهل التورات بتوراتهم حتى تنطق التورات فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الانجيل بأنجيلهم حتى ينطق الانجيل فيقول: صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا فهل فيكم أحد يعلم ما أنزل فيه ولولا آية في كتاب الله عز وجل لاخبرتكم بما كان وبما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة وهي هذه الاية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ثم قال (ع) سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل أنزلت أو في نهار مكيها ومدنيها، وسفريها وحضريها، وناسخها ومنسوخها، محكمها ومتشابهها وتأويلها وتنزيلها، لاخبرتكم فقام إليه رجل يقال له ذعلب وكا ذرب اللسان بليغا في الخطب، شجاع القلب فقال: لقد أرتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لاخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك ؟ فقال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره. قال: فكيف رأيته صفه لنا ؟ قال: ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون، ولا بقيام قيام أنتصاب، ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف عظيم العظمة لا يوصف بالعظيم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظة، رؤف بالرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا ببصر، قائل لا بلفظ، هو في الاشياء لا علي ممارجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، إمام كل شئ، ولا يقال له إمام ________________________________________